للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقبله:

دنت فعل ذى حبّ فلما تبعتها ... تولّت وردّت حاجتى فى فؤاديا

وبعده:

وقد طال عهدى بالشباب وظلّه ... ولاقيت أياما تشيب النواصيا

وإنما ذكرت هذين البيتين، مستدلا بهما على نصب القافية، لئلا يتوهم متوهم أن البيت فرد مصنوع، لأن إسكان الياء فى قوله: «متراخيا» ممكن مع تصحيح الوزن، على أن يكون البيت من الطويل الثالث، مثل:

أقيموا بنى النعمان عنا صدوركم ... وإلاّ تقيموا صاغرين الرءوسا

وابن الشجرى حريص على الدقة فى رواية الشعر، والاحتياط لأمن اللّبس، وسلامة القواعد، فيقول فى بيت ابن أحمر (١):

على حيين فى عامين شتا ... فقد عنّا طلابهما وطالا

«ومعنى «شتا» افترقا، ولا يجوز أن تكتب «شتا» هاهنا بالياء، كالتى فى قوله تعالى: {وَقُلُوبُهُمْ شَتّى}، لأن ألف «شتّا» فى البيت ضمير، و «شتى» فى الآية اسم على فعلى، جمع شتيت، كقتيل وقتلى، وإنما ذكرت هذا، لأنى وجدته فى نسخة بالياء».

وقال فى قوله من القصيدة نفسها:

وجرد يعله الداعى إليها ... متى ركب الفوارس أو متالا

«(٢) ومتى هاهنا شرط، وجوابه محذوف للدلالة عليه، فالتقدير: متى ركب الفوارس أو متى لم يركبوا، عله الداعى إليها. . . وينبغى أن تكتب «متالا» الثانية بالألف، لأن ألفها ردف، وإذا صوّرتها ياء كان ذلك داعيا إلى جواز إمالتها، وإمالتها تقربها من الياء، وإذا كانت الألف ردفا، انفردت بالقصيدة أو المقطوعة.


(١) المجلس الحادى والعشرون.
(٢) المجلس الثانى والعشرون.

<<  <  ج: ص:  >  >>