للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

آل جفنة: من غسّان، وكانوا ملوك الشام، أولهم الحارث بن أبى شمر، وهو الحارث الأكبر، وآخرهم جبلة بن الأيهم، وأسلم فى أيام عمر عليه السلام (١)، ثم تنصّر، وله قصة معروفة (٢)، وابن الحارث الأكبر: الحارث الأعرج، وابن الحارث الأعرج: الحارث الأصغر، وابن الحارث الأصغر: عمرو، الذى مدحه النابغة بقوله (٣):

علىّ لعمرو نعمة بعد نعمة ... لوالده ليست بذات عقارب

وهو الذى مدحه علقمة بن عبدة، وقد أسر أخاه شأسا، حين غزا المنذر ابن المنذر بن امرئ القيس آل جفنة، وكانوا قتلوا أباه، فقتلوه أيضا، ومنّ عمرو ابن الحارث على أكثر الأسارى فأطلقهم، واستعطفه علقمة بقوله (٤):

/وفى كلّ حىّ قد خبطت بنعمة ... وحقّ لشأس من نداك ذنوب

فقال: وأذنبة.

وكان آل جفنة ينزلون من الشام حارث الجولان، ولهم يقول حسّان (٥):

أولاد جفنة حول قبر أبيهم ... قبر ابن مارية الكريم المفضل


(١) هكذا فى النسختين.
(٢) وهى قصة عجيبة، انظرها فى فتوح البلدان ص ١٦١، ونهاية الأرب ١٥/ ٣١١.
(٣) ديوانه ص ٥٥، وقوله «نعمة بعد نعمة» يشير إلى النّعم التى كانت لوالده عنده، وقوله: «ليست بذات عقارب» أى لا يكدّرها ولا يمنّها. قاله ابن السّكّيت.
(٤) ديوانه ص ٤٨، وأعاده ابن الشجرى فى المجلس الثامن والسبعين. وللنحاة استشهاد آخر بهذا البيت، انظره فى الكتاب ٤/ ٤٧١ وحواشيه. وقوله «خبطت» أى أسديت وأنعمت، وأصل الخبط: ضرب الشجر بالعصا ليتحاتّ ورقه فتعلفه الإبل، فجعل ذلك مثلا للعطاء. والذّنوب، بفتح الذال: الدلو الملأى ماء، وضربه مثلا للحظّ والنّصيب. وانظر ما قيل فى جمعه، فى شرح المفصل ٥/ ٤٨.
(٥) ديوانه ص ٧٤.