للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أمن آل شعثاء الحمول البواكر ... مع الصّبح قد زالت بهنّ الأباعر (١)

والمعنى أنه استبعد بقاءه إلى حين رجعة المتحملين إليه ونظره إليهم، فقال: / كيف يردّ لى الذين تحمّلوا حتى أراهم، أى لا يكون ذلك؛ لأنى كالملسوع الذى داؤه المؤدّى إلى موته أقرب الأشياء إليه، لأن داء الملسوع لا تكاد ترجى السلامة منه.

امرؤ القيس، فى وصف ناقته (٢):

تخدى على العلاّت سام رأسها ... روعاء منسمها رثيم دامى

جالت لتصرعنى فقلت لها اقصرى ... إنى امرؤ صرعى عليك حرام

خدى البعير يخدى خديا، ووخد يخد وخدانا ووخدا: كلاهما من السير السريع.

وقوله: «على العلاّت» أى على ما بها من الكلال والجوع والعطش.

و «سام رأسها»: أى مرتفع من نشاطها، وموضع «سام» نصب على الحال، ولكنه أسكنه ضرورة، كقول بشر بن أبى خازم (٣):

كفى بالنأى من أسماء كافى


(١) البيت فى اللسان (حمل) والموضع المذكور من ديوان المتنبى، وهو مطلع قصيدة معقّر التى فيها البيت الذائع: فألقت عصاها واستقرّ بها النوى كما قرّ عينا بالإياب المسافر نقائض جرير والفرزدق ص ٦٧٦.
(٢) ديوانه ص ١١٦.
(٣) ديوانه ص ١٤٢، وتخريجه فيه، وزد عليه كتاب الشعر ص ١١٠ وحواشيه، وسيعيده ابن الشجرى فى المجالس: الثامن والعشرين، والخامس والثلاثين، والسابع والثلاثين. وعجز البيت: وليس لحبّها إذ طال شاف وأنشد ابن الشجرى القصيدة فى مختاراته ص ٢٧٩ - ٢٩٠، وانظر معجم الشواهد ص ٢٤٠.