للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فرأسها إذا مرتفع بسام، دون الابتداء، ارتفاع الفاعل بفعله، لأن اسم الفاعل إذا اعتمد عمل عمل الفعل، واعتماده أن يكون خبرا أو صفة أو صلة أو حالا.

وروعاء: حديدة الفؤاد، ترتاع من كلّ شيء، وانتصابها على الحال.

والمنسم للبعير كالظّفر للإنسان.

ورثيم: مشقوق، فعيل بمعنى مفعول، صكّته الحجارة فرثمته، وأصل الرّثم فى الأنف، يقال: رثمت أنفه: إذا شققته حتى يسيل [منه (١)] دم، ولكنه استعاره للمنسم.

وقوله: اقصرى، من القصر الذى هو الحبس، أى احبسى جولانك، ومنه {حُورٌ مَقْصُوراتٌ} (٢).

وقوله: «إنى امرؤ صرعى عليك» كان حقّه أن يقول: صرعه، فيعيد إلى امرئ ضمير غيبة، لأنه اسم غيبة، ولكنه لما وقع خبرا عن ياء المتكلم، والخبر المفرد هو المخبر عنه، أعاد إليه من الجملة التى وصفه بها ضمير متكلّم، ونظير ذلك فى التنزيل قوله جلّت عظمته: {إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} (٣) كان قياسه: يجهلون بالياء، لأنه صفة قوم، وقوم اسم غيبة، والتاء/خطاب، ولكن حسن إجراء الخطاب وصفا لقوم، لوقوعه خبرا عن ضمير المخاطبين.

وقال أبو حاتم سهل بن محمد فى قوله: «صرعى عليك حرام»: المعنى أنه حاذق بالركوب، فهذه الناقة لا تقدر أن تصرعه، وقال غير أبى حاتم: معناه قد آتيت إليك من الإحسان ما لا ينبغى لك معه أن تصرعينى، أى قد حرّم إحسانى إليك صرعى عليك.


(١) ليس فى الأصل.
(٢) سورة الرحمن ٧٢.
(٣) سورة الأعراف ١٣٨.