للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله: «سوى رصّه البنيان»، رصّ البنيان: ضمّ بعضه إلى بعض، وفى التنزيل: {كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ} (١).

والقراميد: جمع القرمد، وهو الآجرّ، والياء فيه كالياء فى الصّياريف، وحذفها ممّا لا يخلّ بالوزن، ولكنه كان ممن لا يقبل طباعه الزّحاف، ويقال: /قرمدة وآجرّة، مشدّدة الراء، وآجرة، خفيفتها، وآجورة.

والسّكب: الصّاروج (٢)، والحبرة: الفرح. وقول عدىّ (٣):

فارعوى قلبه فقال فما غب‍ ... طة حىّ إلى الممات يصير

ارعوى: رجع وكفّ، والغبطة: السرور والفرح، والغبطة أيضا: حسن الحال، وذلك أن النّعمان بن امرئ القيس ضربت له فازة (٤) بأعلى الخورنق فى عام [قد (٥)] بكّر وسميّه وتتابع وليّه (٦)، وأخذت الأرض فيه زينتها، من اختلاف ألوان نبتها، فهى فى أحسن منظر ومختبر، من نور ربيع مونق، فى صعيد كأنه قطع الكافور، فلو أن نطفة ألقيت فيه لم تترّب، فنظر النّعمان فأبعد النّظر فرأى البرّ والبحر، وصيد الظّباء والحمر، وصيد الطّير والحيتان، والنّجف إذ ذاك بحر تتلاطم أمواجه، وتتواثب حيتانه، وسمع غناء الملاّحين وتطريب الحادين، ورأى الفرسان تتلاعب بالرّماح فى الميادين، ورأى أنواع الزّهر من النخيل والشجر فى البساتين، وسمع أصوات الطير على اختلافها وائتلافها، فأعجب بذلك إعجابا شديدا، وقال


(١) الآية الرابعة من سورة الصف.
(٢) الصاروج: فارسىّ معرب، وهو النّورة وأخلاطها التى تصرج بها الحياض والحمامات. يقال: صرجت الحوض: إذا طليته بالطين. المعرب ص ٢١٣. والنّورة، بضم النون، من الحجر الذى يحرق ويسوّى منه الكلس، أى الجير.
(٣) فى هـ‍: وقوله.
(٤) جاء بهامش الأصل: «الفازة: مظلّة بعمودين». وانظر اللسان (فوز).
(٥) زيادة من الأغانى ٢/ ١٣٧.
(٦) الوسمىّ: أول المطر. والولىّ: المطر بعد المطر فى كلّ حين. المطر لأبى زيد ص ١٠٠ - ١٠٤.