للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلت: يجوز ذلك إذا أخرج عمّا بعده، لأن بعده:

سقيت منه القوم واستقيت

وانتصاب «ميت» فى الآية على الحال من «أخيه» وقد قدّمت فيما مرّ من الأمالى (١) أن الحال من المضاف إليه مما قلّ استعماله، وجاء ذلك فى قول الجعدىّ (٢):

كأنّ حواميه مدبرا

وفى قول أبى الصّلت الثقفىّ (٣):

فى رأس غمدان دارا منك محلالا

فى أحد الوجهين، وسأذكر لك إن شاء الله شرح هذين البيتين، بعد استقصاء الكلام فى «كلّ وبعض» وذلك أنه تعالى جدّه قطع «بعضا» عمّا يقتضيه من الإضافة فى قوله: {وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً} وكذلك قوله: {كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ} (٤) والأصل: لا يغتب بعضكم بعضكم، وكلّهم آمن بالله، ولتقدير الإضافة فيهما امتنع بعض النّحويين من إدخال الألف واللام عليهما، ويجوز فى قياس قول سيبويه، وفى رأى أبى علىّ، لحاق الألف واللام لهما، وذلك أن سيبويه أجاز فى قول الشاعر (٥):

ترى خلقها نصفا قناة قويمة ... ونصفا نقا يرتجّ أو يتمرمر


(١) فى المجلس الثالث وغيره مما ظهر فى تخريج بيت النابغة الجعدى الآتى.
(٢) سبق تخريجه فى المجلس المذكور.
(٣) يأتى تمامه وتخريجه، إن شاء الله تعالى، فى المجلس السادس والعشرين، وقد عقده ابن الشجرى للقصيدة كلّها.
(٤) سورة البقرة ٢٨٥.
(٥) ذو الرمة. والبيت فى ديوانه ص ٦٢٣، وتخريجه فى ص ١٩٨٢، وزد عليه: الجمل المنسوب للخليل ص ١٠١، وراجع الكتاب ٢/ ١١.