للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وروى عن أبى أحمد عبد السلام بن الحسين البصرىّ (١): أنه قال: كتب إلىّ شيخنا أبو القاسم الحسن بن بشر بن يحيى الآمدىّ (٢) رقعة نسختها: أريد، قدّمت قبلك، أن تسأل القاضى أبا (٣) سعيد، أدام الله عزّه، عمّا أنا ذاكره فى هذه الرّقعة، وتتطوّل بتعريفى ما يكون فى الجواب:

/ذكر أبو العباس محمد بن يزيد فى الكتاب المقتضب (٤)، عند تحديد حروف المعانى مواضع «قد» فقال: تكون اسما بمعنى حسب، فى قولك: قدك، وتكون حرفا فى موضعين، أحدهما أن يكون قوم يتوقّعون جواب: هل قام زيد؟ فيقال: قد قام، وتكون فى موضع ربّما كقوله (٥):

قد أترك القرن مصفرّا أنامله

ثم ذكر «هل» فقال: ومن الحروف هل، وهى لاستقبال الاستفهام نحو [قولك (٦)]: هل جاء زيد؟ وتكون بمنزلة قد، فى قوله جلّ اسمه: {هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ}.

وهو قد ذكر مواضع «قد» وحصرها، ففى أىّ مواضع «قد» الثلاثة تكون «هل»


(١) كان قارئا للقرآن، عارفا بالقراءات، من أحسن الناس إنشادا للشعر، وكان يتولى ببغداد النظر فى دار الكتب، وإليه حفظها والإشراف عليها. ولد سنة ٣٢٩، وتوفى سنة ٤٠٥، إنباه الرواة ٢/ ١٧٥.
(٢) هذا صاحب الموازنة، والمؤتلف والمختلف.
(٣) وهذا الإمام السيرافىّ شارح سيبويه.
(٤) المقتضب ١/ ٤٢، مع بعض اختلاف فى العبارة.
(٥) عبيد بن الأبرص. ديوانه ص ٤٩، والكتاب ٤/ ٢٢٤، والمقتضب ١/ ٤٣، وكتاب الشعر ص ٣٩١، وتخريجه فيه. وتمامه: كأن أثوابه مجّت بفرصاد والقرن، بكسر القاف: المثل فى الشجاعة. ومجّت: دميت، والمراد صبغت، والفرصاد، بكسر الفاء: التّوت، شبّه الدم بحمرة عصارته.
(٦) سقط من هـ‍، هو والموضعان الآتيان.