للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إنذارك لهم وترك إنذارك، ومثله: {سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا} (١) أى سواء علينا جزعنا وصبرنا.

... سأل حبشىّ (٢) بن محمد بن شعيب الواسطىّ، عن إعراب قول المتنبى (٣):

/ما لمن ينصب الحبائل فى الأر ... ض ومرجاه أن يصيد الهلالا

فأجبت (٤) بأنه يروى «مرجاه» بإضافة «مرجا» إلى الهاء، و «مرجاة» بتاء التأنيث منصوبة نصب المفعول معه، كما تقول: مالك وزيدا؟ فمرجاة مثل مسعاة ومرضاة ومعلاة، وأجاز أبو الفتح فيها الخفض بالعطف على «من» ومن روى «مرجاه» فيحتمل أن يكون فى موضع رفع بالابتداء، و «أن يصيد» خبره، والجملة فى موضع الحال، ويحتمل أن يكون موضعه نصبا على أنه مفعول معه، فالواو فى القول الأول واو الحال، وفى الثانى بمعنى مع، وإن حملته على ما أجازه أبو الفتح فى «مرجاة» من الخفض، فالواو عاطفة، قال أبو الفتح: وهذا مثل ضربه، فأراد: أين هم من الظّفر بك على بعدهم من ذلك؟

وسأل عن قول كعب بن سعد:

فقلت ادع أخرى وارفع الصّوت بعدها ... لعلّ أبى المغوار منك قريب (٥)


(١) سورة إبراهيم ٢١.
(٢) ضبطه الذهبىّ بفتح الحاء وسكون الباء وكسر الشين المعجمة. المشتبه ص ٢١٠، وحبشىّ هذا ممّن أخذ عن ابن الشجرىّ النحو ولازمه حتى برع فيه. توفى ببغداد سنة ٥٦٥. إنباه الرواة ١/ ٣٣٧، ومعجم الأدباء ٧/ ٢١٤، ونكت الهميان ص ١٣٣.
(٣) ديوانه بالشرح المنسوب إلى العكبرى ٣/ ١٤٤.
(٤) لخّص شارح ديوان المتنبى كلام ابن الشجرى هذا، ولم يعزّه. وبعض كلام ابن الشجرى عند الواحدىّ فى شرحه ص ٥٨٧.
(٥) خرّجت القصيدة التى منها هذا البيت، فى المجلس العاشر. وانظر البيت الشاهد فى نوادر أبى زيد ص ٢١٨، واستقصيت تخريجه فى كتاب الشعر ص ٧٤.