للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هيا ظبية الوعساء بين جلاجل ... وبين النّقا آنت أم أمّ سالم

أراد: أأنت أم أمّ سالم أحسن؟

ومثال حذف (١) خبر كان، أن يقول لك: من كان/فى الدار؟ فتقول:

كان أبوك، فتحذف الظرف، ويقول: من كان قائما؟ فتقول: كان حموك، فتحذف «قائما» وجاء حذف خبر «إنّ» فى قول الأعشى (٢):

إنّ محلاّ وإنّ مرتحلا ... وإنّ فى السّفر إذ مضوا مهلا

أراد: إنّ لنا محلاّ، وإنّ لنا مرتحلا، وقال الأخطل (٣):

سوى أنّ حيّا من قريش تفضّلوا ... على الناس أو (٤) أنّ الأكارم نهشلا

أراد: أو أنّ الأكارم نهشلا تفضّلوا على الناس، والبيت آخر القصيدة (٥).

وقال أبو عبيد (٦) فى حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: «إنّ المهاجرين


(١) ممن أجازوا حذف خبر كان، ابن جنى، وبعضهم-ومنهم أبو حيان-يمنع حذفه. راجع الخصائص ٢/ ٣٧٥، والبحر ٦/ ١٤٣،١٤٤، والهمع ١/ ١١٦، وحواشى المقتضب ٤/ ١١٨.
(٢) هذا بيت دائر فى كتب العربية. وتراه فى ديوان الشاعر ص ٢٣٣، والكتاب ٢/ ١٤١، وكتاب الشعر ص ٤٩٥، وفى حواشيهما فضل تخريج.
(٣) نسب إلى الأخطل أيضا فى مجاز القرآن ٢/ ١٩٢، والمقتضب ٤/ ١٣١، وشرح القصائد السبع لابن الأنبارى ص ٥٦، والتبصرة ص ٢١٢، وشرح المفصل ١/ ١٠٤، واللسان (نهشل)، وأنشد البيت من غير نسبة فى الخصائص ٢/ ٣٧٤، والمقرب ١/ ١٠٩، ولم أجده فى ديوان الأخطل بطبعتيه-تحقيق أنطون صالحانى، وصنعة السكرى. وإن ذكره صالحانى فى ملحق الديوان ص ٣٩٢، عن اللسان والتاج. وقال البغدادى فى الخزانة ١٠/ ٤٦٢: «والبيت نسبه ابن يعيش إلى الأخطل، وله فى ديوانه قصيدة على هذا الوزن والرويّ، ولم أجده فيها. والله أعلم. وكذا نسبه ابن الشجرى فى أماليه إلى الأخطل» انتهى كلام البغدادىّ، وأنت ترى أن نسبة البيت إلى الأخطل قديمة، أقدم من ابن الشجرى، وابن يعيش.
(٤) أو هنا بمعنى الواو.
(٥) هذا التعقيب للمبرد، وأصله لأبى عبيدة. راجع الموضع السابق من المقتضب والمجاز.
(٦) غريب الحديث له ٢/ ٢٧١، والفائق ١/ ٦٢، والنهاية (أنن) ١/ ٧٧، والبيان والتبيين ٢/ ٢٧٨، وشرح الرضىّ على الكافية ٤/ ٣٧٧، ومقدمة فى النحو، للذكىّ الصقلىّ ص ٤٦.