للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لم يرد وصفه إياه بالجبن، ولكن ذمّه (١) وسبّه، ومن الذمّ قول النابغة (٢):

أقارع عوف لا أحاول غيرهم ... وجوه كلاب تبتغى من تجادع

ومن المدح قول الخرنق بنت هفّان (٣):

/لا يبعدن قومى الذين هم ... سمّ العداة وآفة الجزر

النازلين بكلّ معترك ... والطّيّبين معاقد الأزر

أرادت: أعنى أو أمدح النازلين والطّيّبين.

ومن المدح فى التنزيل قوله: {وَالصّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ} (٤) بعد قوله: {وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا} أراد: وأعنى الصابرين، ومثله: {وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ} (٥) وبعده {وَالْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ} ذهب سيبويه (٦) إلى أن {الْمُقِيمِينَ} منصوب على المدح، وهو أصحّ ما قيل فيه؛ لأنّ بعض معربى القرآن زعم أن {الْمُقِيمِينَ} مجرور بالعطف على


= إلى الصقور فقلبت حماليقها حذرا منها. وقال الثعالبى: «بنات الماء: هى ما يألف الماء من السمك والطير والضفادع» ثمار القلوب ص ٢٧٦. وذكر ابن الأثير أنه يقال أيضا: ابن ماء. المرصع ص ٣٠٧،٣١٥، وانظر لهذا الشعر: الكتاب ٢/ ٧٣، والكامل ص ٩٣٠، والجمل المنسوب للخليل ص ٦٤، والحماسة البصرية ٢/ ٢٩٧،٢٩٨. ويفهم من كلام ابن السّيرافيّ أن «الحجاج» فى هذا الشعر شخص آخر غير «الحجاج بن يوسف الثقفى» انظر شرحه على أبيات سيبويه ٢/ ٧،٨.
(١) فى هـ‍: ذمّه به وسبّه. .
(٢) ديوانه ص ٥٠، والكتاب ٢/ ٧١، والجمل المنسوب للخليل ص ٦٤، والتبصرة ص ١٨٢، والخزانة ٢/ ٤٤٦.
(٣) ديوانها ص ٢٩، والتخريج فيه، وزد عليه: معانى القرآن للفراء ١/ ١٠٥،٤٥٣، وللأخفش ص ٨٧،١٥٧، والأصول ٢/ ٤٠، والبغداديات ص ١٤٧، والجمل ص ١٥، وشرحه البسيط ص ٣١٧، والجمل المنسوب للخليل ص ٦١، والتبصرة ص ١٨٢، ونتائج الفكر ص ٢٤١ - ٢٤٨، وأعاد ابن الشجرى صدر البيت الثانى فى المجلس الخامس والسبعين.
(٤) سورة البقرة ١٧٧.
(٥) سورة النساء ١٦٢.
(٦) الكتاب ٢/ ٦٣، وانظر معانى القرآن للفراء ١/ ١٠٥، وللزجاج ٢/ ١٣٠ - ١٣٢ - وأنشد بيتى الخرنق-وتفسير الطبرى ٩/ ٣٩٥، والمشكل ١/ ٢١٢، والبحر ٣/ ٣٩٥. والكامل ص ٩٣١.