للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن العينين شداد الاست، فإذا كان يقظان/حفظت عينه استه، كما يحفظ الوكاء ما فى الوعاء، فإذا نام انحلّ الشّداد.

وقوله: «لا تطوى على الفضل» أراد أنّ أوعية زادهم لا تطوى على ما فضل فيها منه، وجمع فاضل الطّعام على الفضل، لأنّ مثال فاعل من الصفات قد جمع على الفعل فى قول الأعشى (١):

إنّا لأمثالكم يا قومنا قتل

وفى قوله (٢):

إن تركبوا فركوب الخيل عادتنا ... أو تنزلون فإنّا معشر نزل

جمع قاتلا ونازلا، على قتل ونزل، كما ترى، ورفع قوله: «أو تنزلون» على الاستئناف بتقدير (٣): أو أنتم تنزلون.

وذكر أبو عليّ فى قول الله سبحانه: {كانَتْ لَهُمْ جَنّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً} (٤) أن النّزل يجوز أن يكون جمع نازل، فينتصب على الحال من الهاء والميم، من قوله:

{لَهُمْ} أى كانت لهم جنات الفردوس نازلين فيها، ويجوز أن يراد بقوله: {نُزُلاً} الطعام الذى يهيّأ للنّزيل، فيكون فى الكلام تقدير حذف مضاف، أى كانت لهم ثمرات جنات الفردوس نزلا، فعلى هذا ينتصب قوله: {نُزُلاً} بأنه خبر كان.


(١) ديوانه ص ٦١، وصدر البيت: كلاّ زعمتم بأنا لا نقاتلكم
(٢) ديوانه ص ٦٣، والكتاب ٣/ ٥١، والمحتسب ١/ ١٩٥، والجمل المنسوب للخليل ص ١٩٣، وشرح جمل الزجاجى ١/ ٤٥٦، والبحر ٣/ ٣٣٦، والمغنى ص ٧٧٣، وشرح أبياته ٨/ ١٠٣، والهمع ٢/ ٦٠، والخزانة ٨/ ٥٥٢.
(٣) هذا تقدير يونس بن حبيب، على ما فى الكتاب، ولا ينصرف هذا التقدير إلى رواية الديوان، فقد جاء صدر البيت فيه: قالوا الركوب فقلنا تلك عادتنا
(٤) سورة الكهف ١٠٧.