للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويقال: امرأة فضل: إذا كان عليها قميص ورداء، وليس عليها إزار ولا سراويل، فأراد بما وصفه به: أنت الذى من شأنه سلوك موضع المخافة، يمشى متمكّنا غير فروق ولا هيوب، /مشى المرأة الفاجرة المتبخترة الفضل، وقال الأعشى فى الفضل:

ومستجيب لصوت الصّنج يسمعه ... إذا ترجّع فيه القينة الفضل (١)

فأمّا إعراب البيت، فإن الوجه فى قوله: «السّالك الثّغرة» نصب الثّغرة، كقولك: الضارب الرجل، ويجوز فيها الخفض، كقولك: الضارب الرجل، على التشبيه بالحسن الوجه [كما قالوا: الحسن الوجه (٢)] فنصبوا على التشبيه بالضارب الرجل، وإذا نصبت الثّغرة أو خفضتها، أجريت عليها اليقظان وصفا، فنصبته أو جررته، وارتفع به كالئها، كقولك: مررت بالمرأة الحسن وجهها، وجاز ذلك لعود الضمير إلى الموصوف.

وقوله: «مشى الهلوك» إن شئت نصبته بتقدير: يمشى مشى الهلوك، وإن شئت أعملت فيه السالك، لأن السالك يقطع الأرض بالمشى، فيكون من باب (٣): تبسّمت وميض البرق، لأنّ تبسّمت بمعنى أومضت، ومثله: إنّى لأبغضه كراهة، وإنى لأشنؤه بغضا، ومثله فى التنزيل: {أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً} (٤) وقوله:


(١) ديوانه ص ٥٩، واللسان (فضل). وجاء بهامش الأصل: «صوابه تخال الصنج». . وهى رواية الديوان واللسان.
(٢) سقط من هـ‍.
(٣) أى من باب وقوع المصدر موقع المصدر لاتفاقهما فى المعنى، وليسا من لفظ واحد. وقد عرض ابن الشجرى لهذا بالتفصيل فى المجلس التاسع والخمسين.
(٤) آخر سورة الطارق. و «رويدا» على هذا التأويل مصدر محذوف الزيادة، والأصل: إروادا. وقيل فى توجيه نصبه: إنه نعت لمصدر محذوف، أى إمهالا رويدا. ووجه ثالث أن يكون منصوبا على الحال، أى أمهلهم غير مستعجل لهم العذاب. التبيان ص ١٢٨٢، وتفسير القرطبى ٢٠/ ١٢