للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

زاد فى أول الكلمة حرفا، حرصا على التغيير، فوافق الحرف المزيد فى أول الجمع الحركة فى أول سنين، كما اتّفق الحرف والحركة فى غير هذا وذلك، كاتّفاق حركة وافقت فتحة العين من قدم، علما لامرأة، والباء من زينب، فى منع الصرف (١)، وكما وافقت فتحة العين من جمزى الألف الخامسة من جمادى فى الحذف، إذا نسبت إليهما فقلت: جمزىّ، كما قلت: جمادىّ، وكما وافق الحرف الحركة فى الحذف للجزم، إذا قلت لم يدع ولم يرم ولم يخش، كما قلت: لم ينطلق.

قال أبو بكر بن دريد: أخبرنا أبو حاتم، عن أبى عبيدة، قال: لمّا فرغ عليّ صلى الله (٢) عليه من حرب الجمل، فرّق على رجال أبلوا، فأصاب الرجل منهم خمس مائة درهم، وكان ممّن أخذ رجل من بنى تميم، فلما خرج إلى صفّين خرج ذلك الرجل معه، فعضّته الحرب، فلمّا رجع إلى الكوفة قالت له ابنته: أين خمس المائة التى أعطيتها؟ فأنشأ يقول (٣):

إنّ أباك فرّ يوم صفّين ... لمّا رأى عكّا والأشعريّين

وحاتما يستنّ فى الطائيّين ... وذا الكلاع سيّد اليمانين (٤)

وقيس عيلان الهوازنيّين ... قال لنفس السّوء هل تفرّين

لا خمس إلاّ جندل الإحرّين ... والخمس قد جشّمنك الأمرّين (٥)


(١) سرّ صناعة الإعراب ص ٢٦، وانظر البغداديات ص ٤٨٨، والمقتضب ٣/ ١٤٩، وما فى حواشيه.
(٢) فى الاشتقاق ص ١٣٦ - والنقل منه-: «رضى الله عنه».
(٣) هو زيد بن عتاهية التميمى. راجع الوضع السابق من الاشتقاق، والجمهرة ١/ ٥٩،٣/ ٥١٠، وسرّ صناعة الإعراب ص ٦١٧، وإيضاح شواهد الإيضاح ص ٨٠٧، وزدته تخريجا فى كتاب الشعر ص ١٤٠.
(٤) يستنّ: أى يعدو بهمّة ونشاط.
(٥) فى الأصل: «أجشمنك» ولا يستقيم به الوزن. وأثبتّ ما فى اللسان (حرر)، وفيه روايتان أخريان. والأمرّين: الشرّ والأمر العظيم، ويقال بكسر الراء وفتحها، على الجمع والتثنية. كما فى التاج. ومعنى قوله: «لا خمس إلاّ جندل الأحرين»: ليس لك اليوم إلاّ الحجارة والخيبة.