للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أفق عثم من بعض تعذالكا

وتقول فى حمراء علما وأسماء: يا حمر ويا أسم، قال:

يا أسم صبرا على ما كان من حدث ... إنّ الحوادث ملقى ومنتظر (١)

وقال عمر بن أبى ربيعة (٢):

قفى فانظرى يا أسم هل تعرفينه ... أهذا المغيرىّ الذى كان يذكر

وتقول فى مكّىّ: يا مكّ ويا مكّ، وفى حمراوىّ اسم رجل أو امرأة:

يا حمراو، فى لغة من قال: يا حار، فلا تحذف إلاّ ياء النّسب، كما لم تحذف من مرجانة ومكّيّة إلا تاء التأنيث، وتقول فى لغة من ضمّ: يا حمراء، تقلب الواو همزة لوقوعها طرفا بعد ألف زائدة.

وأهل التحقيق من البصريّين يقولون: لو سمّيت بحمراء هذه المرخّمة لصرفتها/فى التنكير، لأنّ همزتها ليست منقلبة عن ألف التأنيث، وإنما هى منقلبة عن واو منقلبة عن همزة منقلبة عن ألف.

ومما استجيز ترخيمه من النّكرات المقصود قصدها كلّ مؤنّث بالتاء، كقولك فى جارية وجالسة: يا جارى هلمّى، ويا جالس قومى، وجاء عليه قوله (٣):


= وعثمان هذا: رفيق الشاعر وصاحبه. شرح أبيات المغنى ٧/ ٢٦٢. وجاء فى أصل الأمالى «تعدائكا». وصحّحته من أنساب الأشراف وشرح الأبيات. والتعذال: العذل.
(١) ينسب للبيد-وهو فى ملحقات ديوانه ص ٣٦٤ - ولأبى زبيد الطائى، وهو فى ملحقات ديوانه ص ١٥١. وانظر الكتاب ٢/ ٢٥٨، والجمل ص ١٧١، والتبصرة ص ٣٦٩، وحواشيها.
(٢) ديوانه ص ٩٣، برواية: قفى فانظرى أسماء هل تعرفينه ولا شاهد على هذه الرواية. وهو بروايتنا فى الجمل ص ١٧١، وشرح المفصل ٢/ ٢٢.
(٣) العجاج. ديوانه ص ٢٢١، والكتاب ٢/ ٢٣١،٢٤١، وشرح المفصل ٢/ ١٦،٢٠، والخزانة ٢/ ١٢٥.