قُلْتُ: إِلَّا أَنَّهُ قَدْ يُقَالُ: إِنَّ هَذَا الشَّرْطَ مُضَمَّنٌ فِيمَا سَبَقَ مِنَ القَبُولِ وَالانْقِيَادِ، وَذَلِكَ لِأَنَّ هَذِهِ هِيَ شُرُوطُ (لَا إِلَهَ إِلَّا الله)، وَلَيسَتْ شُرُوطَ الإِيمَانِ بِأُلُوهِيَّةِ اللهِ فَقَط! فَـ (لَا إِلَهَ إِلَّا اللهَ) مَعْنَاهَا: الإِيمَانُ بِاللهِ وَالكُفْرُ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهِ أَصْلًا! فَالشَّرْطُ الثَّامِنُ مُضَمَّنٌ فِي المَعْنَى أَصْلًا. وَاللهُ أَعْلَمُ.(٢) قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرْطُبِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى (ت ٦٧١ هـ) فِي التَّفْسِيرِ (١/ ٢٢٥): "وَأَصْلُ العِبَادَةِ الخُضُوعُ وَالتَّذَلُّلُ، يُقَالُ: طَرِيقٌ مُعَبَّدَةٌ إِذَا كَانَتْ مَوطُوءَةً بِالأَقْدَامِ".وَقَالَ أَبُو العَبَّاسِ القُرْطُبِيُّ ﵀ (ت ٦٥٦ هـ) فِي كِتَابِهِ المُفْهِمُ عَلَى مُسْلِمٍ (١/ ١٨١): "سُمِّيَتْ وَظَائِفُ الشَّرْعِ عَلَى المُكَلَّفِينَ عِبَادَاتٍ؛ لِأَنَّهُمْ يَلْتَزِمُونَهَا وَيَفْعَلُونَهَا خَاضِعِينَ مُتَذَلِّلِينَ للهِ تَعَالَى".(٣) مَجْمُوعُ الفَتَاوَى (١٠/ ١٤٩).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute