للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشَّرْحُ

- قَالَ فِي المُعْجَمِ الوَسِيطِ: " (كَهَنَ) لَهُ كِهَانَةً: أَخْبَرَهُ بِالغَيبِ؛ فَهُوَ كَاهِنٌ" (١).

وَفِي القَامُوسِ المُحِيطِ: "تَكَهَّنَ: قَضَى لَهُ بِالغَيبِ" (٢).

- الكَاهِنُ يَجْتَمِعُ مَعَ السَّاحِرِ فِي أَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا يَسْتَخْدِمُ الجِنَّ لِغَرَضِهِ وَيَسْتَمْتِعُ بِهِ.

- مُنَاسَبَةُ البَابِ لِكِتَابِ التَّوحِيدِ وَلِمَا قَبْلَهُ؛ هُوَ أَنَّ الكَاهِنَ كَافرٌ، وَأَنَّ الكِهَانَةَ شِرْكٌ، وَذَلِكَ مِنْ جِهَتَينٍ:

١ - مِنْ جِهَةِ دَعْوَى مُشَارَكَةِ اللهِ تَعَالَى فِي عِلْمِهِ بِالغَيبِ؛ وَهَذَا اخْتَصَّ بِهِ سُبْحَانَهُ.

٢ - مِنْ جِهَةِ التَّقَرُّبِ إِلَى غَيرِ اللهِ تَعَالَى مِنَ الجِنِّ؛ وَدُعَائِهِم وَعِبَادَتِهِم.

وَقَدْ جَعَلَهُم جَابِرٌ مِنَ الطَّوَاغِيتِ -كَمَا سَبَقَ فِي الأَبْوَابِ-، فَهُم طَوَاغِيتُ لِأَنَّهُم تَجَاوَزُوا حَدَّهُم فَنَازَعُوا اللهَ تَعَالَى فِي صِفَاتِهِ مِنْ عِلْمِ الغَيبِ وعِلْمِ مَا فِي الصُّدُورِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ﴾ [النَّمْل: ٦٥].


(١) المُعْجَمُ الوَسِيطُ (٢/ ٨٠٣).
(٢) القَامُوسُ المُحِيطُ (ص ١٢٢٨).
وَقَالَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى فِي الفَتْحِ (١٠/ ٢١٦): "وَالكَهَانَةُ -بِفَتْحِ الكَافِ وَيَجُوزُ كَسْرُهَا-: ادِّعَاءُ عِلْمِ الغَيبِ، كَالإِخْبَارِ بِمَا سَيَقَعُ فِي الأَرْضِ مَعَ الاسْتِنَادِ إِلَى سَبَبٍ، وَالأَصْلُ فِيهَا اسْتِرَاقُ السَّمْعِ مِنْ كَلَامِ المَلَائِكَةِ فَيُلْقِيهِ فِي أُذُنِ الكَاهِنِ.
وَالكَاهِنُ لَفْظٌ يُطْلَقُ عَلَى العَرَّافِ وَالَّذِي يَضْرِبُ بِالحَصَى وَالمُنَجِّمِ، وَيُطْلَقُ عَلَى مَنْ يَقُومُ بِأَمْرٍ آخَرَ وَيَسْعَى فِي قَضَاءِ حَوَائِجِهِ.
وَقَالَ فِي المُحْكَمِ: الكَاهِنُ: القَاضِي بِالغَيبِ، وَقَالَ فِي الجَامِعِ: العَرَبُ تُسَمِّي كُلَّ مَنْ أَذِنَ بِشَيءٍ قَبْلَ وُقُوعِهِ كَاهِنًا".

<<  <  ج: ص:  >  >>