(٢) قُلْتُ: خِلَافًا لِمَا قَالَهُ الشَّارِحُ الشَّيخُ سُلَيمَانُ بْنُ عَبدِ اللهِ ﵀ فِي كِتَابِهِ (تَيسِيرُ العَزِيزِ الحَمِيدِ) (ص ٦٣٠) مِنْ أَنَّ التَّفْسِيرَ بِغَيرِ ذَلِكَ -وهوَ أَنَّ المَقْصُودَ بِقَولِهِ تَعَالَى: ﴿جَعَلَا لَهُ﴾ هُمَا آدَمُ وحوَّاءُ- أَنَّهُ مِنَ التَّفَاسِيرِ المُبْتَدَعَةِ، وَقَد ذَكَرْنَا فِيمَا سَبَقَ مِنَ النَّقْلِ عَنِ الحَسَنِ وَغَيرِهِ بِالأَسَانِيدِ الصَّحِيحَةِ غَيرَ ذَلِكَ، وَقَد أَيَّدَهُ عُلَمَاءُ التَّفْسِيرِ كَالحَافِظِ ابْنِ كَثِيرٍ ﵀ -وَحَسْبُكَ بِهِ عَالِمًا بِالتَّفَاسِيرِ المُبْتَدَعَةِ مِنَ الثَّابِتَةِ- حَيثُ قَالَ ﵀ (٣/ ٥٢٨): "وَأَمَّا نَحْنُ؛ فَعَلَى مَذْهَبِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ ﵀ فِي هَذَا، وَأَنَّهُ لَيسَ المُرَادُ مِنْ هَذَا السِّيَاقِ آدَمَ وَحَوَّاءَ، وَإِنَّمَا المُرَادُ مِنْ ذَلِكَ المُشْرِكُونَ مِنْ ذُرِّيَّتهِ، وَلِهَذَا قَالَ اللهُ: ﴿فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ ".قُلْتُ: وَأَمَّا التَّثْنِيَةُ بِـ "جَعَلَا" فَهِيَ رَاجِعَةٌ إِلَى الوَالِدَينِ عُمُومًا. وَاللهُ أَعْلَمُ.(٣) قَالَ الشَّيخُ صَالِحُ آلِ الشَّيخِ حَفِظَهُ اللهُ فِي كِتَابِهِ التَّمْهِيدُ (ص ٤٩٨): "وَالمَعَاصِي الصِّغَارُ جَائِزَةٌ عَلَى الأَنْبِيَاءِ -كَمَا هُوَ مَعْلُومٌ عِنْدَ أَهْلِ العِلْمِ-".
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute