للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لِأَثَرِ الدَّبِيبِ عَلَى الصَّفَاةِ وَهُوَ الحَجَرُ الأَمْلَسُ، وَزَادَ الأَمْرَ خَفَاءً ظُلْمَةُ اللَّيلِ، وَقَدْ سَبَقَ حَدِيثُ: ((أَلَا أخْبِرُكمْ بِمَا هُوَ أخْوَفُ عَلَيكُمْ عِنْدِي مِنَ المَسِيحِ الدَّجَّالِ؟ الشِّرْكُ الخَفِيُّ؛ أَنْ يَقُومَ الرَّجُلُ فَيُصَلِّيَ؛ فَيُزَيِّنَ صَلَاتَهُ لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ رَجُلٍ)) (١)، وكذا في الحديث ((يَا أَبَا بَكْرٍ! لَلشِّرْكُ فِيكُمْ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ)) (٢).

- الحَلِفُ: هُوَ تَأْكِيدُ الكَلَامِ بِذِكْرِ مُعَظَّمٍ عَلَى وَجْهٍ مَخْصُوصٍ، وَيَكُونُ غَالِبًا بِالبَاءِ وَالوَاوِ وَالتَّاءِ.

- قَولُ (وَاللَّهِ؛ وَحَيَاتِكَ يَا فُلَانُ) فِيهِ مَنهيَّانِ:

١ - الحَلِفُ بِغَيرِ اللهِ تَعَالَى.

٢ - الشِّرْكُ بِالتَّسْوِيَةِ بَينَهُمَا بِوَاوِ العَطْفِ.

- الكَمَالُ أَنْ يُقَالَ: لَولَا اللهُ لَمْ يَكنْ كَذَا، وَيَجُوزُ قَولُ: لَولَا اللهُ ثُمَّ فُلَانٌ لَمْ يَكنْ كَذَا.

- حَدِيثُ: ((مَنْ حَلَفَ بِغَيرِ اللهِ فَقَدْ كَفَرَ أَو أَشْرَكَ)) هُوَ مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ عُمرَ وَلَيسَ عَنْ أَبِيهِ.

- الحَدِيثُ الَّذِي فِي الحَلِفِ هُوَ مِنَ الكُفْرِ الأَصْغَرِ إِنْ قُصِدَ بِالحَلِفِ تَعْظِيمُ المَحْلُوفِ بِهِ فَقَط، وَيَكُونُ مِنَ الأَكْبَرِ إِنْ كَانَ ذَلكَ عِنْدَهُ مُعَظَّمًا كَرَبِّ العَالَمِينَ، وَأَمَّا إِنْ حَلَفَ بِاللهِ كَاذِبًا ثُمَّ لَمْ يَرْضَ بِالحَلِفِ بِغَيرِهِ كَاذِبًا! فَهوَ مِنَ الشِّرْكِ الأَكْبَرِ،


(١) حَسَنٌ. أَحْمَدُ (١١٢٥٢) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ مَرْفُوعًا. صَحِيحُ الجَامِعِ (٢٦٠٧).
(٢) صَحِيحٌ. الأَدَبُ المُفْرَدُ (٧١٦). صَحِيحُ الأَدَبِ المُفْرَدِ (٥٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>