قال ابن عبد البر: هذان الحديثان من أصح ما روي في هذا الباب، وذهب الحنابلة إلى: جواز كل صفة وردت من الشارع، ولكن الأفضل هو أربع ركعات في كل السجدات الأربع، كما هو رأي الجمهور.
قال محرره عفا الله عنه: وردت صفات صلاة الكسوف على كيفيات متعددة:
منها: الأمر بالصلاة إجمالاً.
- ومنها: أن تصلى أربع ركعات، في أربع سجدات.
- ومنها: أن تصلى ست ركعات، في أربع سجدات.
- ومنها: أن تصلى ثماني ركعات، في أربع سجدات.
- ومنها: أن تصلى عشر ركعات في أربع سجدات،
مع أنَّ الخسوف لم يقع إلاَّ مرَّة واحدة في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لذا رجح الأئمة والمحققون حديث عائشة على غيره من الروايات، وهو:"أربع ركعات، وأربع سجدات"، وما عداها فقد ضعَّفه الأئمة: أحمد، والبخاري، والشافعي، وابن تيمية، وابن القيم، وغيرهم.
قال شيخ الإسلام: قد ورد في صلاة الكسوف أنواع، ولكن الذي استفاض عند أهل العلم بسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ورواه البخاري ومسلم من غير وجه، وهو الذي استحبه أكثر أهل العلم، كمالك، والشافعي، وأحمد -رحمهم الله-: "أنَّه صلَّى بهم ركعتين، في كل ركعة ركوعان".
وقال الشيخ ناصر الدين الألباني: الصواب أنَّها ركوعان في كل ركعة، كما في حديث عائشة، وغيرها من الصحابة -رضي الله عنهم- وما سوى ذلك: إما ضعيف، أو شاذ لا يحتج به.
وأجمع الفقهاء على أنَّ وقت صلاة الكسوف من بدء الكسوف إلى