والأخذ في التحلل منافٍ للإجابة على العبادة، واستقبالها.
ولما روى أبو داود (١٥٥١) من حديث ابن عباس قال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمسك عن التَّلبية في العمرة إذا استلم الحجر".
قال النووي: الصحيح أنَّه لا يلبي في الطواف والسعي، لأنَّ لهما أذكارًا خاصة.
١٨ - استحباب الخروج للسعي من باب الصفا إن سهل ذلك.
١٩ - أنَّ السَّعي يكون بعد طواف النسك ولا يتقدمه، قال في الحاشية: وإن سعى قبل أن يطوف لم يجزئه السعي إجماعًا.
٢٠ - استحباب الموالاة بين الطواف والسعي.
٢١ - البداءة بالسعي من الصفا، فلو بدأ بالمروة لم يعتد بالشوط الأول، والبدء بالصفا هو تفسير لقوله تعالى:{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ}[البقرة: ١٥٨]، فقد بدأ بما قدَّم الله ذكره.
٢٢ - استحباب رقي الصفا واستقبال القبلة حينما يطلع عليه، وهو سنة، فيوحد الله، ويكبره، ويحمده بما ورد، قال الشيخ: لو ترك صعوده فلا شيء عليه إجماعًا.
٢٣ - الذكر المشروع على الصفا والمروة مناسب للمقام؛ لأنَّه في حجة الوداع التي تجلت فيها قوة الإسلام بعد ضعفه، وظهور الدين بعد خفائه، والجهر بعبادة الله تعالى بعد إسرارها في مكة، والقيام بركنية الحج ذلك العام خالصًا لله تعالى، بعد أن كان الحج لا يؤدى إلاَّ من المشركين وحدهم.
وقد اشتمل على توحيد الله تعالى بالوهيته وربوبيته، وأسمائه وصفاته، والاعتراف بنعمه بما أنجز ما وعده المسلمين بظهور الدين، ونصر رسوله، وهزم أعداء الدين من الأحزاب، فهو على كل شيء قدير.
٢٤ - الذكر المشروع يكرره على الصفا ثلاث مرات يتخللهن الدعاء؛ لأنَّ هذا