بالله، ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثِّلوا، ولا تقتلوا وليدًا".
"ونهى -صلى الله عليه وسلم- عن قتل النساء والصبيان" [متَّفق عليه].
وقال -صلى الله عليه وسلم-: "اخرجوا باسم الله، تقاتلون في سبيل الله من كفر بالله، ولا تغدروا، ولا تغلوا، ولا تمثِّلوا، ولا تقتلوا الولدان، ولا أصحاب الصوامع".
وقال: "ولا تقتلوا شيخًا فانيًا".
وأوصى أبو بكر الصديق يزيد بن أبي سفيان، حين بعثه أميرًا على ربع من أرباع الشام، بقوله: "إني موصيك بعشر خلال:
١ - لا تقتل المرأة.
٢ - ولا صبيًّا.
٣ - ولا كبيرًا هَرِمًا.
٤ - ولا تقطع شجرًا مثمرًا.
٥ - ولا تخرب عامرًا.
٦ - ولا تعقرن شاة.
٧ - ولا بعيرًا إلاَّ لمأكلة.
٨ - ولا تقطعن نحْلاً، ولا تحرقه.
٩ - ولا تغلل.
١٠ - ولا تجبن"، رواه مالك في "الموطأ".
وقال الأنباري عند قوله تعالى:{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}[البقرة: ٢٥٦]: معنى الآية: ليس الدين ما يدين به من الظاهر على جهة الإكراه عليه، ولم يشهد به القلب، فتنطوي عليه الضمائر، إنَّما الدين هو المعتقد في القلب.
ومن تأمَّل سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم-: تبيَّن له أنَّه لم يُكرِه على دينه قط، أو أنَّه إنما قاتل من قاتله، وأما من هادنه فلم يقاتله ما دام مقيمًا على هدنته، لم ينقض عهده.
بل أمره الله تعالى أن يفى لهم بِعهدهم ما استقاموا له؛ كما قال تعالى:{فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ}[التوبة: ٧] ولما قدم المدينة، صالح اليهود، وأقرَّهم على دينهم.
فلما حاربوه، ونقضوا عهده، غزاهم في ديارهم، وكان كفَّار قريش هم الذين يغزونه، كما قصدوه يوم أُحد، ويوم الخندق، ويوم بدر أيضًا هم جاؤوا لقتاله، ولو انصرفوا عنه، لم يقاتلهم.