والإجابة في دعوة العرس واجبة -كما تقدَّم- وفيما عداها من الدعوات المباحة مندوبة.
الثالث:"إذا استنصحك فانصحه"؛ قال تعالى:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}[الحجرات: ١٠]، وقال عن أخلاق الأنبياء -عليهم الصَّلاة والسَّلام-: {وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ}[الأعراف].
وجاء في البخاري (٥٧)، ومسلم (٥٦) من حديث جرير بن عبد الله، قال:"بايعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على إقامة الصَّلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكلِّ مسلم".
وجاء في البخاري (١٣) ومسلم (٤٥) عن أنس عن النَّبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"لا يؤمن أحدكم حتَّى يُحِب لأخيه ما يحب لنفسه".
وروى مسلم في صحيحه (٥٥) من حديث تميم الدَّاري؛ أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال:"الدِّين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم".
فالنصيحة: هي عماد الدِّين وقوامه.
والنصيحة لعامَّة المسلمين: هي إرشادهم لصالحهم في آخرتهم ودنياهم، وإعانتهم عليها، وستر عوراتهم، وسد خلاتهم، ودفع المضار عنهم، وجلب المنافع لهم، وأمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر برفقٍ وإخلاص، والشفقة عليهم، وتوقير كبيرهم، ورحمة صغيرهم، وتَخَوُّلهم بالموعظة الحسنة، وترك غشهم وحسدهم، وأنْ يحب لهم ما يحب لنفسه من الخير، ويكره لهم ما يكره لنفسه من المكروه.
والنصيحة فرض كفاية؛ إذا قام بها من يكفي، سقطت عن غيره. وهي لازمة على قدر الطَّاقة.
ومعنى الحديث: أنَّه إذا طلب منك النصيحة، فيجب عليك أنْ تنصح له،