٢٠٥ - وَعَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- قَالَتْ:"رَأيْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: يَسْتُرُنِي، وَأنَا أنْظُرُ إِلَى الحَبشَةِ، يَلْعَبُونَ في المسْجِدِ ... " الحديث. مُتَّفَقٌ علَيْهِ (١).
ــ
* مفردات الحديث:
- الحبشة: جيل من الناس من السود في أفريقيا، وتسمى بلادهم الآن أثيوبيا، وعاصمتها "أديس أبابا" تحدها شمالاً أرتيريا، وشرقًا الصومال، وغربًا السودان، دخلها الإِسلام في القرن السابع.
- يلعبون: يطلق اللعب على كل ما يلعب به، ورواية مسلم:"يلعبون في المسجد بحِرابهم".
* ما يؤخذ من الحديث:
١ - الحبشة جُبِلُوا على حب اللعب والطرب؛ فالنبي -صلى الله عليه وسلم- سمح لهم بإقامة غرضهم هذا في المسجد، مراعيًا في ذلك سياسية شرعية هامة، أشار إليها في بعض ألفاظ الحديث، وهي:
(أ) إعلام الطوائف التي لم تدخل في الإِسلام -لخوفها من شدته وعنفه- أنَّ الإِسلام دين سماح، وانشراح، وسعة، لاسيما من تلك الطوائف، طائفة اليهود، الذين ينأون عنه وينهون عنه؛ ولذا جاء في بعض ألفاظ الحديث أنَّ عمر أنكر عليهم، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "دعهم؛ لتعلم اليهود أنَّ في ديننا فسحة، وأني بعثتُ بالحنيفية السمحة".