للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٢٠٩ - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَا أُمِرْتُ بِتَشْيِيدِ المسَاجِدِ". أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَصَحَّحَهُ أبنُ حِبَّانَ (١).

ــ

* درجة الحديث:

الحديث صحيحٌ.

قال الحافظ: اختلف في وصله وإرساله، وقال الشوكاني: صححه ابن حبان، ورجاله رجال الصحيح.

* مفردات الحديث:

- بتشييد المساجد: يقال: شاد البناء يشيده: طَلاَه بالشيد -بالكسر- والشيد: كل ما طلي به البناء من جص أو نُورَةٍ أو رخام أو دهان، وتشييد البناء أيضًا بإعلائه وتطويله، ورفع سقوفه.

* ما يؤخذ من الحديث:

١ - قال -صلى الله عليه وسلم-: "ما أمرت بتشييد المساجد" قال ابن عباس: لتزخرف كما زخرفت اليهود والنصارى معابدهم. وهذا الإدراج عن ابن عباس مهم، له حكم الأخبار النبوية؛ فإنَّ فيه من أنباء الغيب، فلا يكون بالرأي، وقد وقع هذا الأمر.

٢ - دلَّ ظاهر الحديث على تحريم الزخرفة والتزويق في المساجد؛ لأنَّه من عمل اليهود والنصارى، والتشبه بهم محرَّم، فمن تشبه بقوم فهو مثلهم.

٣ - زخرفة المساجد ليست من السنة، بل من البدع، على ما فيه من الإسراف في


(١) أبو داود (٤٤٨)، ابن حبان (١٦١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>