(٢) كذا في الأصول هنا، وفي سائر المواضع الآتية. وفي «البيان المغرب» لابن عذاري (١/ ٢٥٦): «البكري»، ولعلها في مخطوطته بالفاء، على طريقة المغاربة في نقط الفاء نقطةً واحدةً من أسفل، فظنَّها المحققُ باءً موحَّدة، وفي «اتعاظ الحنفا» (٢/ ٤٧): «العسكري»، وفي «نهاية الأرب» (٢٨/ ١٧٨): «العكبري». ولعله: أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصَّدفي المصري؛ فإن الصدفيَّ هو منجِّمُ الحاكم المشهور، وله صنَع الزيجَ الحاكمي، وزيجُه معروفٌ منسوبٌ إليه، كما أن صفة المذكور عند ابن عذاري هي صفة الصدفي المذكورة في ترجمته من الغفلة وضعف العقل (انظر: «وفيات الأعيان» ٣/ ٤٣٠)، ويبعد أن يكون «الفكري» شخصًا آخر له تلك المنزلة ثم لا يذكر اسمُه وأخباره في كتب التراجم والتواريخ المشهورة العامِّ منها والخاصِّ بتلك الحقبة، وقد فتَّشتُها.
ولا يشكل على هذا إلا أني لم أرهم ذكروا تلك النسبة الغريبة في ترجمة الصدفي، وأنهم ذكروا وفاة الصدفي في شوَّال سنة ٣٩٩ فجأة، ووفاة «الفكري» مقتولًا عند المقريزي وابن عذاري والنويري سنة ٣٩٤. فعسى أن تكون تلك نسبةً له لم تشتهر، وكونه مات فجأةً لا يناقض قتل الحاكم له، بل لعله يفسِّر سبب الفجأة، وربما أمر بسمِّه سرًّا فلم يشتهر ذلك حينئذ، أما الاختلاف في تاريخ وفاته فقريب، ولعل وجهه أن الحاكم أمر في سنة ٣٩٤ بقتل المنجمين، فتوهَّم مَن ذكر وفاته تلك السنة أنه كان فيمن قُتِل يومئذ، لشهرته بالتنجيم.