للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التسليم لمدبِّره، ويحولُ بينه وبين طرح الكاهِل (١) بين يدي من هو أملكُ له وأولى به.

وأمَّا الجوابُ الآخر: فهو بشرى عظيمةٌ على نعمةٍ جسيمةٍ لمن حصل له هذا العلم، وذلك سرٌّ لو اطُّلِع عليه، وغيبٌ لو وُصِلَ إليه، لكان ما يجدُه الإنسانُ فيه من الرَّوْح والرَّاحة والخير في العاجلة والآجلة يكفيه مُؤنةَ هذا الخطب الفادح، ويغنيه عن (٢) تجشُّم هذا الكدِّ الكادح.

فاجعَل أيها المنكِرُ لشرف هذا العلم بدلَ عَيْبِك (٣) ما يخفى عليك خفيُّه ومكنونُه تذلُّلًا لله ــ تقدَّس اسمُه ــ فيما استبان لك معلومُه ووَضَحَ عندك مظنونُه.

ثمَّ قال: اعلم أنَّ العلمَ به حقٌّ، ولكنَّ الإصابةَ بعيدة، وليس كلُّ بعيدٍ محالًا، ولا كلُّ قريبٍ صوابًا، ولا كلُّ صوابٍ معروفًا، ولا كلُّ محالٍ موصوفًا، وإنما كان العلمُ حقًّا، والاجتهادُ فيه مبلِّغًا (٤)، والقياسُ فيه صوابًا، وبذلُ السعي دونه محمودًا؛ لاشتباك (٥) هذا العالَم السفليِّ بذلك العالَم العُلويِّ، واتصالِ هذه الأجسام القابلة بتلك الأجسام (٦) الفاعلة، واستحالةِ


(١) أي الحِمْل الذي عليه. على المجاز. وغُيِّرت في «المقابسات» (س) إلى «الكل».
(٢) (ت): «ويعينه على». «المقابسات» (س): «وينهيه عن». (ز): «ويهينه عن».
(٣) (ق): «قبل عينك». (ت): «يدل عليك». والمثبت من (د) و «المقابسات». وفي (ز، س): «بدل غيبك».
(٤) «المقابسات»: «في طلبه مخلِّصًا».
(٥) «المقابسات» (ز، س): «لامتثال».
(٦) «المقابسات»: «الأجرام».