للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن الشعبي قال: قال أبوالدرداء: «والله لقد فارق رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وتركنا ولا طائرٌ يطيرُ بجناحيه إلا ونحن ندَّعي فيه علمًا» (١).

وليست الكواكبُ موكَّلةً بالفساد والصَّلاح، ولكنَّ فيها دليلَ بعض الحوادث، عُرِف ذلكَ بالتجربة.

وجاء في الآثار أنَّ أول من أُعطِيَ هذا العلمَ آدم؛ وذلك أنه عاش حتى أدركَ من ذرِّيته أربعينَ ألف أهل بيت، وتفرَّقوا عنه في الأرض، وكان يغتمُّ لخفاء خبرهم عليه، فأكرمه الله تعالى بهذا العلم، وكان إذا أراد أن يعرفَ حال أحدهم حَسَبَ له بهذا الحساب، فيقفُ على حالته (٢).

وعن ميمون بن مهران، أنه قال: «إيَّاكم والتكذيبَ بالنجوم، فإنه علمٌ من علم النُّبوة» (٣).

وعنه أيضًا أنه قال: «ثلاثٌ ارفُضوهنَّ؛ لا تنازعوا أهلَ القَدَر، ولا تذكروا أصحابَ نبيِّكم إلا بخير، وإيَّاكم والتكذيبَ بالنجوم؛ فإنه مِن علم


(١) أخرجه أبو يعلى (٥١٠٩)، وابن منيع (٣٨٤٩ - المطالب العالية، ٢٣٧ - إتحاف الخيرة» من حديث أبي الدرداء. وروي من مسند أبي ذر، عند أحمد (٥/ ١٥٣، ١٦٢)، والطيالسي (٤٨١)، وابن حبان (٦٥)، وغيرهم.
وهو حديث واحدٌ وقع فيه اختلافٌ في وصله وانقطاعه وتسمية صحابيِّه. والأشبه أنه منقطعٌ من مسند أبي ذر. انظر: «مسند البزار» (٣٨٩٧)، و «علل الدارقطني» (٦/ ٢٩٠)، و «أطراف الغرائب والأفراد» لابن طاهر (٤٦٢٩، ٤٦٥٣)، و «المطالب العالية» لابن حجر (٤/ ٢١٤).
(٢) هذا من الافتراء والبهت، كما سيذكر المصنف (ص: ١٤٤٠).
(٣) «ربيع الأبرار» (١/ ١٠٠) دون إسناد.