للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

* وقولُه: «اللهمَّ بلى! لن تخلوَ الأرضُ من مجتهدٍ قائمٍ بحجج الله»؛ ويدلُّ عليه الحديثُ الصحيحُ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: «لا تزالُ طائفةٌ من أمَّتي على الحقِّ، لا يضرُّهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمرُ الله وهم على ذلك» (١).

ويدلُّ عليه أيضًا ما رواه الترمذي عن قتيبة: حدثنا حماد بن يحيى الأبحّ، عن ثابت، عن أنس، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «مثلُ أمَّتي مثلُ المطر لا يُدرى أوَّلُه خيرٌ أم آخرُه» (٢).

قال: «هذا حديثٌ حسنٌ غريب، ويروى عن عبد الرحمن بن مهدي أنه كان يثبِّت حمادَ بن يحيى الأبحّ، وكان يقول: هو من شيوخنا. وفي الباب عن عمَّار وعبد الله بن عمرو».

فلو لم يكن في أواخر الأمَّة قائمٌ بحجج الله، مجتهد، لم يكونوا موصوفين بهذه الخيريَّة.


(١) ورد من حديث جماعةٍ من الصحابة في الصحيحين وغيرهما، وهو متواتر، كما ذكر ابن تيمية في «الاقتضاء» (١/ ٦٩)، وانظر: «نظم المتناثر» (١٤١).
(٢) أخرجه الترمذي (٢٨٦٩)، وأحمد (٣/ ١٣٠، ١٤٣)، وغيرهما.
قال الإمام أحمد: «هو خطأ، إنما يروى هذا الحديثُ عن الحسن». انظر: «العلل» (٣/ ٣١٤ - رواية عبد الله)، و «المنتخب من العلل للخلال» (٦٠)، و «شرح علل الترمذي» لابن رجب (٢/ ٥٠١).
وأخرجه من مُرْسَل الحسن أحمدُ في «العلل» في الموضع السابق.

ورُوِي من وجوهٍ أخرى صحَّحه بها بعضُ أهل العلم. انظر: «فتح الباري» (٧/ ٦)، و «الصحيحة» (٢٢٨٦).
واستشكل متنه العلائيُّ في «تحقيق منيف الرتبة» (٩٠).