للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورأيتُ آخر من تجرَّد للردِّ عليهم شيخَ الإسلام ــ قدَّس الله روحه ــ، فإنه أتى في كتابيه الكبير والصغير (١) بالعجب العُجاب، وكشفَ أسرارَهم وهتكَ أستارَهم، فقلتُ في ذلك:

واعجبًا لمنطقِ اليونانِ ‍

كم فيه من إفكٍ ومن بهتانِ ‍

مُخَبِّطٌ لجيِّدِ الأذهانِ ‍

ومُفْسِدٌ لفطرة الإنسانِ ‍

ومُبْكِمٌ للقلب واللِّسان ‍

مضطربُ الأصولِ والمَباني ‍

على شفا هارٍ بناه الباني ‍

أحوجَ ما كان إليه العَاني ‍

يخُونُه في السِّرِّ والإعلانِ ‍

يمشي به اللِّسانُ في الميدان ‍

مَشْيَ مُقَيَّدٍ على صَفْوانِ ‍

متَّصلِ العِثَارِ والتَّواني ‍

كأنه السَّرابُ بالقيعانِ ‍

بدا لِعَيْنِ الظَّاماء الحَرَّانِ (٢)

فأَمَّهُ بالظَّنِّ والحُسْبانِ ‍

يرجو شفاء غُلَّةِ الظَّمآنِ ‍


(١) ["الرد على المنطقيين"، وكتاب مختصر لم يصلنا. انظر: مقدمتي لـ "الانتصار لأهل الأثر" (٥، ١٤ - ٢٥)].
(٢) العطشان. وفي (ت , ق): «الحيران». (د): «الظمإ الحيران».