للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن هذا قولُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - لعمر: «وما يدريك لعلَّ الله اطلعَ على أهل بدرٍ فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرتُ لكم» (١).

وهذا هو المانعُ له - صلى الله عليه وسلم - من قتل من جَسَّ عليه وعلى المسلمين وارتكبَ مثل ذلك الذَّنب العظيم (٢)، فأخبر - صلى الله عليه وسلم - أنه شهدَ بدرًا؛ فدلَّ على أنَّ مقتضي عقوبته قائمٌ لكنْ منع من ترتُّب أثره (٣) عليه ما له من المشهد العظيم، فوقعت تلك السَّقْطةُ العظيمةُ مغتفرةً في جنب ما له من الحسنات (٤).

ولمَّا حضَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - على الصدقة، فأخرج عثمانُ رضي الله عنه تلك الصدقة العظيمة، قال: «ما ضرَّ عثمانَ ما عَمِل بعدها» (٥).

وقال لطلحة لمَّا تطأطأ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - حتى صعدَ على ظهره إلى الصخرة: «أَوْجَبَ طلحة» (٦).


(١) أخرجه البخاري (٣٠٠٧)، ومسلم (٢٤٩٤) من حديث علي.
(٢) انظر: «بدائع الفوائد» (١٥٣٦)، و «زاد المعاد» (٣/ ١١٥، ٤٢٢، ٤٢٦، ٤٢٧).
(٣) (ت): «من ترتبه».
(٤) (ق، د، ت): «الصدقات».
(٥) أخرجه الترمذي (٣٧٠١)، وأحمد (٥/ ٦٣)، وابن أبي عاصم في «السنة» (٢/ ٥٨٧)، وغيرهم من حديث عبد الرحمن بن سمرة.
قال الترمذي: «هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ من هذا الوجه»، وصححه الحاكم (٣/ ١٠٢) ولم يتعقبه الذهبي.
ورُوِي من وجوهٍ أخرى تزيدُه قوَّة.
(٦) أخرجه الترمذي (٣٧٣٨)، وأحمد (١/ ١٦٥)، والبزار (٩٧٢)، وغيرهما من حديث الزبير بن العوام.
قال الترمذي: «هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريب»، وصححه ابن حبان (٦٩٧٩)، والحاكم (٣/ ٣٧٣) ولم يتعقبه الذهبي.