للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حرب المؤمنين الموالين لأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمشركين والكفَّار وصرَّحوا بأنهم خيرٌ منهم (١). فأيُّ شبهٍ ومناسبةٍ أولى بهذا الضرب من الخنازير؟! فإن لم تقرأ هذه النُّسخة من وجوههم فلستَ من المتوسِّمين.

وأمَّا الأخبارُ التي تكادُ تبلغُ حدَّ التَّواتر (٢) بمَسْخ مَنْ مُسِخ منهم عند الموت خنزيرًا فأكثرُ من أن تُذكرَ هاهنا، وقد أفرد لها الحافظُ محمَّد بن عبد الواحد المقدسي (٣) كتابًا (٤).

وتأمَّل حكمتَه تعالى في عذابه الأممَ السَّالفةَ بعذاب الاستئصال لمَّا كانوا أطول أعمارًا، وأعظمَ قُوى، وأعتى على الله وعلى رسله، فلما تقاصرت الأعمارُ وضعُفت القُوى رَفَعَ عذابَ الاستئصال وجَعَل عذابهم بأيدي المؤمنين، فكانت الحكمةُ في كلِّ واحدٍ من الأمرين ما اقتضته في وقته (٥).

وتأمَّل حكمتَه تبارك وتعالى في إرسال الرُّسل في الأمم واحدًا بعد واحد، كلَّما مات واحدٌ خَلَفه آخر، لحاجتها إلى تتابع الرُّسل والأنبياء؛


(١) انظر ما تقدم (ص: ١٩٩) والتعليق عليه.
(٢) (ت، د): «عدد التواتر».
(٣) ضياء الدين، صاحب التصانيف والرحلة الواسعة (ت: ٦٤٣). انظر: «السير» (٢٣/ ١٢٦)، و «ذيل طبقات الحنابلة» (٢/ ٢٣٦).
(٤) ظاهر كلام المصنف أنه كتابٌ مفردٌ لهذه الأخبار. ولم أقف علاه. ولعلَّه قصد كتابه «النهي عن سبِّ الأصحاب، وما ورد فيه من الذمِّ والعقاب»؛ فإنَّ فيه بعض تلك الأخبار (٣٩، ٤٦، ٤٩، ٥٠، ٥١، ٥٢)، وهو الذي ذكره ابن تيمية حين حديثه عن المسألة في «منهاج السنة» (١/ ٤٨٥)، و «الصارم المسلول» (٣/ ١١١٢). وانظر: «الاستقامة» (١/ ٣٦٥)، و «الرد على البكري» (٢/ ٦٩٣).
(٥) (ن): «وفي وقته».