للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هكذا روى نافع، عن ابن عمر، عن النَّبيِّ أنَّه قال: «تَفْضلُ صَلاةُ الجميعِ على صلاةِ الرَّجلِ وحدَهُ بسبعٍ وعشرينَ درجةً»، وعامة من روى عن النَّبيِّ إنَّما قالوا: (خمس وعشرين) إلا ابن عمر فإنَّه قال: (بسبع وعشرين)».

ثم ساق حديث أبي هريرة المتقدم بلفظ: (بخمسة وعشرين جزءاً) ثم قال: «هذا حديث حسن صحيح».

وقال ابن خزيمة عقب (١٤٧٠) بتحقيقي بعد إخراجه حديث ابن مسعود بلفظ: (بخمس وعشرين): «وهذه اللفظة من الجنس الذي أعلمتُ في كتاب الإيمان أنَّ العرب قد تذكر العدد للشيء ذي الأجزاء والشعب من غير أنْ تريد نفياً لما زاد على ذلك العدد، ولم يرد النَّبيُّ بقوله: (خمساً وعشرينَ) أنَّها لا تفضل بأكثر من هذا العدد، والدليل على صحة ما تأولت … » ثم ساق حديث ابن عمر المتقدم بلفظ: (سبعاً وعشرين درجة) (١).

وقال الحافظ ابن حجر: « .. فرجعت الروايات كلها إلى الخمس والسبع، إذ لا أثر للشك، واختلف في أيهما أرجح فقيل: رواية الخمس لكثرة رواتها، وقيل: رواية السبع لأنَّ فيها زيادة من عدل حافظ» (٢).

وقد ذكر الحافظ ابن حجر أمثلة غير هذا المثال على زيادة صحابي على


(١) لا شك في صحة حديث ابن عمر فلا أعلم من تكلم فيه من المحدّثين، بل الأمر على عكس ذلك فقد حكموا بصحته إذ أخرجه الشيخان في " صحيحيهما " وصححه ابن خزيمة وابن حبان إذ أخرجاه في " صحيحيهما " كما تقدم، وكذا تقدم عن الترمذي تصحيحه، وقال البغوي عقب (٧٨٤): «هذا حديث متفق على صحته»، ثم قال: «وقد صح عن أبي سعيد وأبي هريرة، عن النبي بخمسة وعشرين جزءاً».
(٢) " فتح الباري " ٢/ ١٧٢ عقب (٦٤٥)، ولمعرفة أوجه الجمع بين اللفظتين: (سبع وعشرين)
و (خمس وعشرين) ينظر: " فتح الباري " لابن رجب ٦/ ١٤ - ١٩، و " فتح الباري " لابن حجر ٢/ ١٧٣ عقب (٦٤٥)، وقد اختلفت الروايات في ذكر مميز العدد أيضاً، فأكثر الروايات: (درجة)، وفي بعض طرق حديث أبي هريرة: (ضعفاً)، وفي بعضها: (جزءاً)، وفي بعضها: (صلاة)، انظر تفصيل ذلك في " فتح الباري" لابن حجر ٢/ ١٧٢ عقب (٦٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>