للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن تيمية: «فهذا يرويه الأزدي عن علي بن عبد الله البارقي (١)، عن ابن عمر، وهو خلاف ما رواه الثقات المعروفون عن ابن عمر، فإنَّهم رووا ما في الصحيحين أنه سئل عن صلاة الليل فقال: «صلاةُ الليلِ مَثْنى مَثْنى، فإذا خِفتَ الفجرَ فأوترْ بواحدةٍ»» (٢).

وقد أفاض ابن تيمية في تضعيف هذه الزيادة في مجموعة فتاويه (٣).

ثم إنّ متن الحديث منكر من جهة أخرى. فقد أخرج ابن أبي شيبة (٦٦٩٤) بإسناد ساطع كالشمس في وضح النهار، أنَّ ابنَ عُمَرَ كانَ يُصَلِّيِ بالليلِ مَثْنى مَثْنى وبالنَّهارِ أَرْبَعاً. ومع ما علمناه من شدة اتباع ابن عمر للأثر، فلو صحّت رواية الليل والنهار لما تركها إلى اجتهاد اجتهده.

وقال الزيلعي: «والحديث في الصحيحين من حديث جماعة عن ابن عمر ليس فيه ذكر النهار (٤)» (٥).


(١) كذا قال الحافظ ابن تيمية، والصواب أنَّ الأزدي هو نفسه علي بن عبد الله البارقي كما جاء في جميع الروايات التي ذكرت الحديث، ولعل الخطأ من النساخ في إقحام (عن) وأن صواب عبارة شيخ الإسلام: «فهذا يرويه الأزدي علي بن عبد الله»، والله أعلم.
(٢) " مجموعة الفتاوى " ٢١/ ١٦٥.
(٣) انظر: " مجموعة الفتاوى " ٢١/ ١٦٥.
(٤) روى الحاكم في " معرفة علوم الحديث ": ٥٨ ط. العلمية و (١٠١) ط. ابن حزم النوع التاسع عشر هَذَا الْحَدِيْث من طريق محمد بن سيرين، عن ابن عمر وفيه زيادة لفظة: «النهار» ثم قال عقبه: «هذا حديث ليس في إسناده إلا ثقة ثبت، وذكر النهار فيه وهم، والكلام عليه يطول». وقد تقدم تخريج طريق ابن سيرين، وقد رواه عنه هشام بن حسان، وأيوب، وهارون ابن إبراهيم، وخالد الحذّاء وغيرهم. جميعهم رووه عن ابن سيرين فلم يذكروا «النهار» وخالفهم عبد الله بن عون فيما أخرجه الحاكم فذكر هذه العبارة ما يدل على ضعفها.
(٥) " نصب الراية " ٢/ ١٤٤. وأخرجه: ابن عدي في " الكامل " ٧/ ٥٤٠، والدارقطني في "غرائب مالك " كما في " نصب الراية " ٢/ ١٤٤ من طريق إسحاق - وهو ابن إبراهيم الحنيني - عن مالك، عن نافع، به.
وهذا الإسناد معلول سنداً ومتناً.
أما علة سنده الأولى: فقد تفرد به الحنيني، قاله الدارقطني كما في المصدر أعلاه.

<<  <  ج: ص:  >  >>