للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانَ صحيحاً، فلما نَزَلَ القرآنُ لَحِقَ بُشيرٌ بالمشركين، فنزل على سُلَافَةَ بنت سعد بن سُمَيّة، فأنزل الله: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً﴾ (١) فلما نزل على سُلَافَةَ رماها حَسَّانُ بنُ ثابتٍ بأبياتٍ من شعرٍ، فَأَخذتْ رَحلَه فَوَضعتْهُ على رَأسِها، ثم خَرَجتْ به فَرَمتْ به في الأَبطحِ، ثم قالت: أهَديتَ لي شعرَ حسّان؟ ما كُنتَ تأتيني بخيرٍ (٢).

أخرجه: ابن أبي عاصم في " الآحاد والمثاني " (١٩٥٨/أ)، والترمذي (٣٠٣٦)، والطبري في " تفسيره " (٨٢٢٤) ط. الفكر و ٧/ ٤٥٨ - ٤٦٢ ط. عالم الكتب، وابن المنذر في " تفسيره " كما في تفسير ابن كثير:٥٣٠، وابن أبي حاتم في " التفسير " ٤/ ١٠٥٩ (٥٩٣٣) و ٤/ ١٠٦٠ (٥٩٣٤)

و (٥٩٣٦)، والطبراني في " الكبير " ١٩/ (١٥)، وأبو الشيخ كما في

"تفسير ابن كثير ": ٥٣٠، والخطيب في " تاريخ بغداد " ٧/ ٢٦٦ وفي ط. الغرب ٨/ ٢٠٣، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٥٢/ ١٨٢، وابن الأثير في

"أسد الغابة " ٢/ ٢٨١، والمزي في " تهذيب الكمال " ٥/ ٣٨٠ (٤٨٨٤) من طريق محمد بن سلمة، بهذا الإسناد.

قال الترمذي: «هذا حديث غريب لا نعلم أحداً أسنده غير محمد بن سلمة الحراني».

أقول: هذا حديث فيه ثلاث علل:

الأولى: محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن.

والثانية: فيه عمر بن قتادة قال عنه الحافظ ابن حجر في " التقريب "

(٤٩٥٧): «مقبول» أي: إذا توبع، ولم يتابع بنص الإمام الترمذي.

والثالثة: إعلاله بالإرسال؛ إذ تفرّد محمد بن سلمة بالرواية المتصلة، وقد خالفه أكثر من واحد كما في قول الإمام الترمذي الذي ذكره بعد الحديث حيث قال: «وروى يونس بن بكير وغير واحد هذا الحديث، عن محمد بن


(١) النساء:١١٥ و ١١٦.
(٢) لفظ الترمذي.

<<  <  ج: ص:  >  >>