(ابن هذا) إذ قال في " الإرواء " ١/ ١٠٢ (٦٣): «والمحاربي اثنان: عبد الرحمان بن محمد، وابنه عبد الرحيم، وهو المراد هنا».
أقول: لم يفصح الشيخ ناصر ﵀ عن سبب تحديده له بأنه الابن عبد الرحيم وليس الأب، فالمراد بالمحاربي في هذا الإسناد هو الأب؛ لأنَّه جاء مصرَّحاً به في رواية أبي يعلى والروياني، وكأنَّ الشيخ لم يطَّلع عليهما؛ لأنه لم يعزُ الحديث إليهما.
أقول: هذا الإسناد ظاهره القوة؛ لذا فقد قَوَّى الحديث جماعة من أهل العلم فقد قال المنذري في " الترغيب والترهيب "(٥٢٢٨): «رواه ابن ماجه وإسناده جيد»، وقال الذهبي في "السير " ٩/ ١٣٨: «إسناده صالح»، وقال البوصيري في" مصباح الزجاجة" ٢/ ٤١: «هذا إسناد صحيح رجاله ثقات»، وقال الألباني في " الإرواء " ١/ ١٠٢ (٦٣): «صحيح»، وقال الدكتور بشار في تعليقه على "سنن ابن ماجه" ٣/ ٩١ (١٥٦٧): «إسناده صحيح».
والصواب: أنَّ هذا الحديث معلول بالوقف، وقد أخطأ المحاربي برفعه، فقد خالفه شبابة فرواه عن الليث بن سعد، عن يزيد: أنَّ أبا الخير أخبره أنَّ عقبة بن عامر، قال: لأنْ أطأ على جمرة أو حدِّ سيفٍ حتى يخطف رجلي، أحب إليَّ من أنْ أمشي على قبر رجلٍ مسلمٍ، وما أبالي أفي القبور قضيت حاجتي أم في السوق بين ظهرانيه والناس ينظرون.
أخرجه: ابن أبي شيبة (١١٨٨٥).
وهذا هو الصواب، فاللفظ بكلام الصحابي أشبه، وشبابة هذا هو شبابة ابن سوار المدائني، أصله من خراسان: ثقة حافظ رمي بالإرجاء كما قال الحافظ في " التقريب "(٢٧٣٣) فهو أرجح من المحاربي، وحديثه أصح.
وانظر:"تحفة الأشراف" ٦/ ٦٢٨ (٩٩٦٤)، و "إرواء الغليل" ١/ ١٠٢ (٦٣)، و "المسند لجامع" ١٣/ ٢٣ (٩٨٣٣).