للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المديني " و "علل ابن معين" و"علل الإمام أحمد" و"التمييز" و"علل الترمذي الكبير"، و"مسند البزار" و"علل ابن عمّار الشهيد" و"علل ابن أبي حاتم"، و"علل الدارقطني" وكتابه: "التتبع".

ومن أهم الواجبات على أهل هذا الزمان تتبّع أقوال كبار نقاد الحديث على الحديث المراد بحثه، وذلك بالرجوع إلى كتب العلل والمسانيد والجوامع وغيرها، وإلى كتب التخريج التي عند المتأخرين التي تنقل أقوال المتقدمين، ثم الاستفادة من كل كلمة يقولونها عن الحديث؛ لأنَّ إعلالات الأئمة للأخبار مبنيةٌ في الغالب على الاختصار، والإجمال، والإشارة وعدم التفصيل، فيقولون مثلاً: «الصواب رواية فلان» (١)، أو «وَهِمَ فلانٌ» (٢)، أو «لا يتابع عليه» (٣) أو «لا يعرف الحديث إلا به» (٤). أو «حديث فلان يشبه حديث فلان» (٥) أو «دَخَلَ حديثٌ في حديث» (٦) أو «حديث ليس له إسناد» (٧) أو «هذا حديث فائدة» (٨) وهم في الأعم الأغلب لا يذكرون الأدلة والأسباب التي دعتهم إلى ذلك القول؛ لأنَّ كلامهم في الغالب موجهٌ إلى أناسٍ يفهمون الصناعة الحديثية والعلل، يدركون المراد بمجرد إشارة الإمام للعلة وذكرها وكأنهَّم لا يحتاجون إلى مزيد إيضاح، ولسان حال أولئك أنَّهم ألفوا هذا العلم لهؤلاء القوم.

ثمّ بعدَ النظر إلى كلام الأئمة النقاد لا بد من دراسة أسباب هذا الحُكْم من الناقد، ثم الموازنة بين أقوال بقية النقاد له، وتجدر الإشارة إلى أنَّ كثرة الممارسة لكلام النقاد، وفهم مرادهم في إطلاقاتهم تتكون لدى الباحث مَلَكةٌ تؤدي إلى فهم هذا العلم فهماً صحيحاً.


(١) انظر: "تهذيب التهذيب" ٨/ ٧٦.
(٢) انظر: "علل ابن أبي حاتم" (٤٥).
(٣) انظر: "العلل المتناهية" (٢٩٦)، وعند مراجعة كتابي "كشف الإيهام ": ٤٩٢ (٤٠٥) ستجد مثالاً جيداً.
(٤) انظر: "العلل المتناهية" (١٨٥).
(٥) انظر: "الجامع في العلل ومعرفة الرجال" ٢/ ٤١ (٣٤٠).
(٦) انظر: "الكفاية": ١٤٢، و" فتح الباري " ١/ ٦٢١ عقب (٣٠٧٠).
(٧) انظر: "الكفاية": ١٤٢.
(٨) انظر: "الكفاية": ١٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>