كتاب الجامع في العلل والفوائد

ثالثا: العلل المشتركة - النوع الثالث: تعارض الاتصال والانقطاع - ج: 4 - ص: 6

وأمثلة ذلك كثيرة.

منها: ما رواه أحمد بن منيع (١)، قال: حدّثنا كثير بن هشام (٢)، قال: حدّثنا جعفر بن برقان (٣)، عن الزهري (٤)، عن عروة (٥)، عن عائشة، قالت: كنتُ أنا وحفصة (٦)

صائمتينِ، فعُرضَ لنا طعامٌ اشتهيناه فأكلنا منهُ، فجاءَ رسولُ الله ﷺ فبدرتني إليه حفصةُ، وكانت ابنةَ أبيها، فقالتْ: يا رسول الله، إنا كنَّا صائمَتين فعُرضَ لنا طعامٌ اشتهيناهُ فأكَلْنا منه، قال: "اقْضِيا يَوْمًا آخرَ مَكانَهُ".

أخرجه الترمذي (٧)، والبغوي (٨)، وغيرهما من طريق جعفر (٩).

هكذا روى هذا الحديث جعفر بن برقان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، متصلًا.

---

(١) هو أحمد بن منيع بن عبد الرحمان، أبو جعفر البغوي، الأصم، (ثقةٌ، حافظ)، مات سنة
(٢٤٤ هـ). " التقريب " (١١٤).
(٢) هو كثير بن هشام الكلابي، أبو سهل الرقي، نزيل بغداد، (ثقةٌ)، مات سنة (٢٠٧ هـ)، وقيل: (٢٠٨ هـ). " التقريب " (٥٦٣٣).
(٣) هو جعفر بن برقان الكلابي، مولاهم، أبو عبد الله الجزري الرقي، كان يسكن الرقة، وقدم الكوفة، قال عنه الإمام أحمد: "ثقةٌ، ضابط لحديث ميمون وحديث يزيد بن الأصم، وهو في حديث الزهري يضطرب". انظر: " تهذيب الكمال " ١/ ٤٥٥ (٩١٧)، و" تذكرة الحفاظ " ١/ ١٧١، و" شذرات الذهب " ١/ ٢٣٦.
(٤) هو محمَّد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارِث بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري، (متّفقٌ على جلالته وإتقانه)." التقريب " (٦٢٩٦).
(٥) هُوَ عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي، أَبُو عَبْد الله المدني: ثقةٌ فقيه مشهور، مات سنة (٩٤ هـ) " التقريب " (٤٥٦١).
(٦) هِيَ أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب ﵂، زوج النَّبِيِ ﷺ، توفيت سنة
(٤١ هـ)، وَقِيْلَ: (٤٥ هـ).

انظر: "تهذيب الكمال" ٨/ ٥٢٦ (٤٨١٢)، و" تجريد أسماء الصَّحَابَة " ٢/ ٢٥٩، و"الإصابة" ٧/ ٧٠ (١١٠٤١).
(٧) في " الجامع " (٧٣٥) وفي " العلل الكبير "، له:٣٥١ (١١٩).
(٨) في " شرح السنة " (١٨١٤).
(٩) رواه إسحاق بن راهويه في " مسنده " (٦٥٨)، وأحمد ٦/ ٢٦٣، والنسائي في " الكبرى " (٣٢٩١) ط. العلمية و (٣٢٧٨) ط. الرسالة عن كثير بن هشام، به.
وأخرجه: البيهقي ٤/ ٢٨٠ من طريق عبيد الله بن موسى، كلاهما: عن جعفر، به.