للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حَدَّثَنَا إبراهيم بن عيسى أبو إسحاق الطالقاني (١)، قَالَ: حَدَّثَنَا بقية، قَالَ: حَدَّثَنَا عتبة بن أبي حكيم (٢)، أنه كَانَ عِنْدَ إسحاق ابن أبي فروة، وعنده الزهري، قَالَ: فجعل ابن أبي فروة يقول: قَالَ رَسُوْل الله ، قال رسول الله فَقَالَ لَهُ الزهري: قاتلك الله يا ابن أبي فروة، ما أجرأك عَلَى الله! ألا (٣) تسند حديثك؟ تُحَدِّثُنا بأحاديث ليس لها خُطُم (٤)، ولا أَزِمَّة (٥)» (٦).


(١) إبراهيم بن إسحاق بن عيسى البناني، مولاهم، أبو إسحاق الطالقاني، نزيل مرو، قدم بغداد وحدّث بِهَا، صنف كتاب " الرؤيا " وكتاب " الغرس " وغيرهما، توفي بمرو سنة (٢١٥ هـ).
انظر: " تاريخ بغداد " ٦/ ٢٤، و" تهذيب الكمال " ١/ ٩٩ (١٤١)، و" تاريخ الإِسْلَام ": ٥١ - ٥٢ وفيات (٢١٥ هـ).
(٢) عتبة بن أبي حكيم الهمداني ثُمَّ الشعباني، أبو العباس الشامي الأردني الطبراني: صدوق يخطئ كثيراً، مات بصور سنة (١٤٧ هـ). انظر: " تهذيب الكمال " ٥/ ٩٣ و ٩٤ (٤٣٦٠)، و" التقريب " (٤٤٢٧).
(٣) وقع في المطبوع من الطبعة العلمية: «لا»، وهو تحريف، والتصحيح من نسختنا الخطية المصورة عن الأصل المحفوظ في مكتبة أوقاف بغداد، ومن طبعة ابن حزم.
(٤) الخطم: جمع خطام وَهُوَ الحبل الَّذِيْ يقاد بِهِ البعير. " لسان العرب "، و" تاج العروس " مادة (خطم).
(٥) زمّ الشيء يزمه زماً فانزم: شده، والزمام ما زم بِهِ، والجمع أزمة، وزممت البعير خطمته.
"لسان العرب " و" تاج العروس " مادة (زمم).
(٦) " مَعْرِفَة علوم الْحَدِيْث ": ٦ ط. العلمية و (١١) ط. ابن حزم. وهَذِهِ القصة في " المجروحين " ١/ ١٣١ و ١٣٢، و" أدب الإملاء والاستملاء ": ١١ - ١٢. تنبيه: قد ورد عن الزهري نحو هذا المعنى، إذ قال سفيان بن عيينة: «حدث الزهري يوماً بحديث فقلت له: هاته بلا إسناد، فقال: أترقى السطح بلا سلم؟» (" جامع التحصيل ": ٥٨ - ٥٩)، لكن في التطبيق العملي نجد للزهري مرسلات غير قليلة، فله في السنن الأربع أربعة وثمانون حديثاً (" تحفة الأشراف " (١٩٣٣٧ - ١٩٤٢٠))، بل نجد أن أهل العلم قد تكلموا في مرسلات الزهري، فقد نص الشافعي على عدم قبولها (كما في " جامع التحصيل ": ٤٦) وكذلك قال أبو حاتم (كما في "العلل " لابنه (٥٧٣)). وقال يحيى القطان: «مرسل الزهري شر من مرسل غيره» (" تاريخ ابن عساكر " ٥٨/ ٢٧١) وعلى ذلك فيكون الزهري قد خالف قوله بفعله.

<<  <  ج: ص:  >  >>