للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأنواع الستة بقيت عندنا كمية من الأحاديث لا تندرج تحت واحدٍ من تلك الأنواع؛ فكان ذلك سبباً لاستحداث نوعين جديدين (١)، أولهما: الاختلاف في تحديد الصحابي الذي أسند الخبر، وثانيهما: تعدد الأسانيد على الراوي الواحد مع انعدام المرجح، وقد رقمنا الأول بالرقم سبعة بالرقم الهندي والثاني بالرقم ثمانية. ثم إنَّ هذا النوع السابع وهو الاختلاف في تحديد الصحابي الذي أسند الخبر نوعٌ تندرج في سلكه أحاديث كثيرة، وهو أمرٌ طبعيٌّ أن يخطئ الراوي في ذلك أو يكون له أكثر من إسناد.

ومما اضطرب راويه في ذلك ما روى أبو إسحاق، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال أبو بَكْرٍ: يا رسول الله، قد شِبْتَ، قال: «شيَّبتْني هُودٌ، والواقعَةُ، والمُرسلات، و ﴿عَمَّ يَتَسَاءلُونَ﴾ و ﴿إذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾».

هذا الحديث اضطرب فيه أبو إسحاق اضطراباً شديداً فقد اختُلف فيه عنه.

أخرجه: ابن سعد في " الطبقات " ١/ ٣٣٥، والترمذي (٣٢٩٧) وفي "الشمائل" (٤١) بتحقيقي وفي "العلل الكبير"، له: ٨٩٩ (٣٩٩)، وأبو بكر المروزي في " مسند أبي بكر " (٣٠)، والحاكم ٢/ ٣٤٣، وأبو نعيم في "الحلية" ٤/ ٣٥٠، والبيهقي في "دلائل النبوة" ١/ ٣٥٧ - ٣٥٨ (٢)، والبغوي (٤١٧٥)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٤/ ١١٧ و ١١٨ من طريق شيبان.


(١) «) لم نسبق إلى هذه الحداثة في هذين النوعين، وجهدنا المتكرر في الدروس والمحاضرات في الحث على الابداع القائم على الحداثة والجدة والفاعلية والأخلاقية.
(٢) ساقه البيهقي من طريق محمد بن محمد التمار البصري أبي جعفر، ولعل هذه الرواية هي الصواب عنده، وسيأتينا في آخر الحديث أنه ساقه عن أبي الوليد الطيالسي، عن الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر به. وسيأتينا ما نقطع به بخطأ هذا الإسناد، وأن التمار قد اضطرب فيه، وأنه صاحب مناكير ولعله دخل عليه حديث في حديث، والله الموفق الهادي.

<<  <  ج: ص:  >  >>