للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرحيم، ومنهم من يقول: كانوا لا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم، ومنهم من قال: كانوا لا يتركون بسم الله الرحمن الرحيم، ومنهم من قال: كانوا يفتتحون القراءة ب- ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ وهذا اضطراب لا تقوم معه حجة لأحد من الفقهاء. وقد روي عن أنس أنَّه سئل عن هذا الحديث، فقال: كبرنا ونسينا" وانظر: " التقييد والإيضاح ": ١٢٠.

وقال ابن عبد البر فيما نقله السيوطي في " تدريب الراوي " ١/ ٢٥٦

: "ومما يدل على أن أنسًا لم يُرد نفي البسملة أن الذي زاد ذلك في آخر الحديث روى بالمعنى فأخطأ، ما صح عنه أن أبا سلمة سأله: أكان رسول الله يستفتح بالحمد لله رب العالمين أو بسم الله الرحمن الرحيم؟ فقال: إنك سألتني عن شيء ما أحفظه، وما سألني عنه أحد قبلك".

إلا أنَّ الشافعي رجح أنَّهم كانوا يبدأون القراءة بفاتحة الكتاب، لا أنَّهم كانوا لا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم إذ قال: "يعني يبدأون بقراءة أم القرآن قبل أنْ يقرأ بعدها، والله تعالى أعلم، ولا يعني أنَّهم يتركون بسم الله الرحمن الرحيم". انظر: جامع الترمذي عقب (٢٤٦)، "ومعرفة السنن والآثار " للبيهقي عقب (٧٢٤) ط. العلمية و (٣١٢٠) ط. الوعي، "وتدريب الراوي " ١/ ٢٥٥، "والتقييد والإيضاح ": ١١٩.

وقال الترمذي عقب (٢٤٦): "هذا حديث صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النَّبيِ والتابعين من بعدهم: كانوا يستفتحون ب- ﴿الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾، وقال: وكان الشافعي يرى أنْ يبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم وأنْ يجهر بها إذا جُهر بالقراءة".

وقال البغوي في "شرح السنة" عقيب (٥٨٣): «ذهب أكثر أهل العلم من الصحابة، فمن بعدهم إلى ترك الجهر بالتسمية، بل يُسِرُّ بها، منهم: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وغيرهم، وهو قول إبراهيم النَّخعي، وبه قال مالك، والثوري، وابن المبارك، وأحمد، وإسحاق، وأصحاب الرأي. وروي عن ابن عبد الله بن مُغفّل، قال: سمعني أبي وأنا أقول: بسم الله الرحمن الرحيم، فقال: أَيْ بُنيَّ إياك والحدَث، قد صليتُ مع النَّبيِّ ، ومع أبي بكر ومع

<<  <  ج: ص:  >  >>