للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمر وهذه داره. ومالك لا يكاد يقاس به غيره حفظاً وإتقاناً، ولكن الغلط لا يسلم منه أحد، وأهل الحديث يأبون أن يكون في هذا الإسناد إلا عَمرو بالواو، وقال علي بن المديني، عن سفيان بن عيينة، أنه قيل له: إن مالكاً يقول في حديث: «لا يرثُ المسلمُ الكافرَ» عمر بن عثمان، فقال سفيان: لقد سمعته من الزهري كذا وكذا مرة وتفقدته منه، فما قال إلا عمرو بن عثمان».

وقال أبو نصر الكلاباذي في كتاب "الجمع بين رجال الصحيحين" ١/ ٣٦٧: «عمرو بن عثمان بن عفان القرشي الأموي المدني، وقال مالك عمر، وقيل: إن مالكاً وهم فيه» (١).

وقال ابن الصلاح في "معرفة أنواع علم الحديث": ١٧٠ - ١٧١ بتحقيقي: «فخالف مالكٌ غيرَه من الثقات في قوله عُمر بن عثمان- بضم العين- وذكر مسلم صاحب الصحيح في كتاب "التمييز": أن كل من رواه من أصحاب الزهري، قال فيه عَمرو بن عثمان - يعني: بفتح العين - وذكر أنَّ مالكاً كان يشير بيده إلى دار عُمر بن عثمان، كأنَّه علم أنَّهم يخالفونه، وعَمرو وعُمر جميعاً: وَلَدُ عثمان (٢)، غير أنَّ هذا الحديث إنَّما هو عن عَمرو - بفتح العين - وحَكَمَ مسلم وغيره على مالك بالوهم فيه، والله أعلم».

وقال الشوكاني في "نيل الأوطار" ٦/ ١٩٢: «رواه الجماعة إلا مسلماً والنسائيَّ» (٣).

وقال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" ٤/ ٤٠١: «كذا يقول مالك بن أنس: عمر بن عثمان، وخالفه عشرةٌ ثقات، فرووه عن ابن شهاب، فكلهم


(١) ونقله ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٤٩/ ٢٠٤ واختصره.
(٢) وهذا بإجماع من أهل النسب. انظر: "نسب قريش": ١٠٤، و"جمهرة أنساب العرب": ٧٥.
(٣) وقال ابن الملقن في "البدر المنير" ٧/ ٢٢٠: «ووهم ابن تيمية في المنتقى فادعى أن مسلماً لم
يروه، وهو عجيب، فهو فيه، في هذا الباب -يعني: باب الفرائض- وكذا ابن الأثير في "جامع الأصول " ٩/ ٥٩٩ (٧٣٧١) فادعى أن النسائي لم يخرجه، وهو عجيب منه».

<<  <  ج: ص:  >  >>