للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن قيل: إن لم يكن سعيد سمع من الحكم، بل على قول أبي حاتم: لم يدركه، فمن أين جاءه؟

فنقول: جاءه من راو مبهم.

فقد أخرجه: أحمد ١/ ١٢٦ - ١٢٧، ومن طريقه البيهقي ٩/ ١٢٧ عن عبد الوهاب بن عطاء، عن سعيد، عن رجل، عن الحكم، به.

وتوبع عبد الوهاب.

إذ أخرجه: إسحاق بن راهويه في " مسنده " كما في " نصب الراية " ٤/ ٢٦، والبيهقي ٩/ ١٢٧ من طريق محمد بن سواء، عن سعيد، عن رجل (١)، عن الحكم، به.

فبهذا الطريق يتجلى لنا عوار الطريق الأول، وأنَّ سعيداً دلس ذلك الراوي المبهم، وجعله عن الحكم آملاً تحسين حديثه، غير أنَّ رميته ما أصابت الهدف، وحال دون ذلك الأئمة المتقدمون الذين أعلوا روايته السابقة بالانقطاع. وقد نقل البيهقي في ٩/ ١٢٧ عن ابن الخرساني أنَّه قال عن رواية سعيد بذكر الرجل المبهم: «وهو الصواب».

وقد روي الحديث من طريق آخر.

فقد أخرجه: ابن الجارود (٥٧٥)، والطبري في " تهذيب الآثار" كما في " إتحاف المهرة " ١١/ ٥٤٣ (١٤٥٨٨)، والضياء في " المختارة " ٢/ ٢٧٣ (٦٥٣) من طريق سليمان بن عبد الله الأنصاري (٢)، عن عبيد الله بن عمرو الرقي، عن زيد بن أبي أنيسة، عن الحكم، عن عبد الرحمان، عن علي.

وهذا إسناد فيه مقال؛ من أجل سليمان الأنصاري الرقي فهو صدوق ليس بالقوي (٣)، وهذه الرواية قال عنها أبو حاتم في " العلل " لابنه (١١٥٤):

«إنما هو الحكم، عن ميمون بن أبي شبيب، عن علي، عن النبيِّ » (٤).


(١) في رواية إسحاق: «عن صاحب له».
(٢) في مطبوع " المختارة ": «سلمان بن عبد الله».
(٣) " التقريب " (٢٥٩١).
(٤) سيأتي تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>