للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشهاب" (١٩)، وابن حجر في " تغليق التعليق " ٢/ ٦٠ - ٦١ من طريق هشام ابن سعد (١)، عن نافع، عن ابن عمر.

وأخرجه: البخاري في " التاريخ الصغير " ٢/ ٣٥، وابن حجر في "تغليق التعليق" ٢/ ٦٠ من طريق هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر.

قلت: مدار هذا الحديث على هشام بن سعد، وهشام قد انفرد برواية هذا الحديث عن ابن عمر، ولكنَّه لا يحتمل التفرّد؛ فقد نقل المزي في " تهذيب الكمال " ٧/ ٤٠٣ (٧١٧٢) عن الإمام أحمد أنَّه قال فيه: «لم يكن هشام بن سعد بالحافظ»، وفي روايةٍ: «ليس هو محكم للحديث»، ونقل ابن حجر في " تهذيب التهذيب " ١١/ ٣٨ عن يحيى بن معين أنَّه قال فيه: «ضعيف حديثه مختلط»، ونقل ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " ٩/ ٧٨ (٢٤١) عن أبيه أنَّه قال فيه: «يكتب حديثه، ولا يحتج به» (٢).

وعلى هذا فتكون هذه الرواية منكرة؛ لمخالفة هشام بن سعد الرواة الثقات الذين رووه عن تميم كما سيأتي.

وقد توبع هشام بن سعد، تابعه حبيب بن أبي حبيب عند ابن عدي في "الكامل " ٣/ ٣٢٤ عن نافع، عن ابن عمر.

لكن هذه المتابعة لا تصحح من هذه الرواية شيئاً؛ لضعف حبيب، فقد نقل المزي في " تهذيب الكمال " ٢/ ٤٥ (١٠٦٧) عن الإمام أحمد أنَّه قال فيه: «ليس بثقة» ونقل عن ابنه عبد الله أنَّه قال: «قال أبي: حبيب كان يحيل الحديث ويكذب، ولم يكن أبي يوثقه ولا يرضاه»، ونقل عن أبي داود أنَّه قال فيه: «كان من أكذب الناس»، وقال عنه النَّسائيُّ في "الضعفاء والمتروكون" (١٦١): «متروك الحديث»، ونقل ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " ٣/ ١١١ (٤٦٦) عن أبيه أنَّه قال فيه: «متروك الحديث»، وقال عنه ابن عدي في


(١) بعد هذا في المطبوع من " مسند الشهاب ": «عن سعد» وهو تصحيف، ولم يلتفت إليه المحقق، والمثبت من " معجم شيوخ ابن الأعرابي "، والله أعلم.
(٢) وهو في " التقريب " (٧٢٩٤): «صدوق له أوهام».

<<  <  ج: ص:  >  >>