للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حذر أئمة الْحَدِيْث من عمل هَذَا شأنه، قَالَ سعيد بن عَبْد العزيز التنوخي (١): «لا تحملوا العلم عن صَحَفي، ولا تأخذوا القرآن من مصحفي» (٢)، وقال السخاوي: «والإكثار منه إنَّما يحصل غالباً للآخذ من بطون الدفاتر والصحف، ولم يكن له شيخ يوقفه على ذلك، ومن ثَمَّ حض الأئمة على تجنيب الأخذ كذلك» (٣).

وسبب تسميته بهذا الاسم بينه السخاوي فقال: «ويعلم أنَّ اشتقاقه من الصحيفة؛ لأنَّ من ينقل ذلك (٤) ويغير يقال: إنَّه قد صحَّف، أي: قد روى عن الصحف، فهو مُصحِّف، ومصدره التصحيف» (٥).

وبيّن طريقة معرفة الوهم بنوعيه ابن الصلاح فقال: «وأصلحُ ما يعتمد عليه في الإصلاح، أنْ يكون ما يُصلَحُ به الفاسدُ قد ورد في أحاديث أخر، فإنَّ ذاكره آمن من أنْ يكون متقوِّلاً على رسول الله ما لم يقل، والله أعلم» (٦).


(١) هُوَ سعيد بن عَبْد العزيز التنوخي الدمشقي: ثقة إمام، لكنه اختلط في آخر أمره، توفي سنة (١٦٧ هـ)، وَقِيْلَ: (١٦٣ هـ)، وَقِيْلَ: (١٦٤ هـ).
انظر: " سير أعلام النبلاء " ٨/ ٣٢، و" الكاشف " (١٩٢٦)، و" التقريب " (٢٣٥٨).
(٢) " الجرح والتعديل " ١/ ٣٢٠ (المقدمة) وجاء عنده: «لا تأخذوا العلم عن صحفي، ولا القرآن من مصحفي» وورد هذا القول في "تصحيفات المحدّثين": ٤ عن سعيد بن عبد العزيز، يقول: «كان يقال .. »، وعند ابن عبد البر في " التمهيد " ١/ ٦٣ عن سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى، به ولفظه: «لا تأخذوا العلم من صحفي» وورد بلفظ آخر عند العسكري في " تصحيفات المحدثين ": ٤ عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي، عن سليمان بن موسى، قال: كان يقال: «لا تأخذوا القرآن من المصحفيين، ولا العلم من الصحفيين». وعند ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " ١/ ٣١٩ (المقدمة) عن سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى أنَّه قال: «لا تأخذوا الحديث عن الصحفيين ولا تقرأوا القرآن عن المصحفيين».
(٣) " فتح المغيث " ٣/ ٦٤ - ٦٥ ط. العلمية و ٣/ ٤٥٧ ط. الخضير.
(٤) في ط. العلمية: «كذلك».
(٥) " فتح المغيث " ٣/ ٦٥ ط. العلمية و ٣/ ٤٥٧ ط. الخضير.
(٦) " معرفة أنواع علم الحديث ": ٣٢٩ بتحقيقي.

<<  <  ج: ص:  >  >>