وما دمت قد فصلت القول في الحديث المنكر فقد آن لي سرد الأمثلة، فأقول:
ومما حصلت النكارة في إسناده ما روى سفيان بن وكيع، قال: حدثنا أبي، عن شريك، عن عثمان بن موهب، قال: سئل أبو هريرة، هل خضب رسول الله ﷺ؟ قال: نعم.
أخرجه: الترمذي في " الشمائل "(٤٦) بتحقيقي، وعبد الله بن أحمد في زياداته على " العلل " لأبيه ١/ ١١٦ (٤٢١)، بهذا الإسناد.
وهذا الإسناد ضعيف؛ لضعف سفيان بن وكيع إذ قال فيه البخاري فيما نقله المزي في "تهذيب الكمال" ٣/ ٢٢٩ (٢٤٠٢): «يتكلمون فيه لأشياء لقنوه»، وقال أبو زرعة فيما نقله عنه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ٤/ ٢١٧ (٩٩١): «لا يشتغل به … »، ونقل عن أبيه قوله فيه:«لين»، وقال النسائي في "الضعفاء والمتروكون"(٢٨٩): «ليس بشيء». وهو معلول، فشريك النخعي قد خالف من هو أوثق منه.
وانظر:" تحفة الأشراف" ١٠/ ٥٠ (١٤١٣٥).
وقد روي معنى هذا الحديث عن أم سلمة - وليس عن أبي هريرة - بطرق سبعة، عن عثمان بن موهب.
أخرجه: أحمد ٦/ ٢٩٦ من طريق أبي معاوية.
وأخرجه: ابن سعد في " الطبقات " ١/ ٣٣٦، وأحمد ٦/ ٣١٩ و ٣٢٢، والبخاري ٧/ ٢٠٧ (٥٨٩٧)، وابن ماجه (٣٦٢٣)، والطبراني في " الكبير " ٢٣/ (٧٦٤)، والبيهقي في " دلائل النبوة " ١/ ٢٣٦ من طريق سلام بن أبي مطيع.
وأخرجه: ابن سعد في " الطبقات " ١/ ٣٣٦، والبخاري ٧/ ٢٠٧ (٥٨٩٨) من طريق نصير بن أبي الأشعث.
وأخرجه: البخاري ٧/ ٢٠٦ - ٢٠٧ (٥٨٩٦)، والبيهقي في " دلائل النبوة " ١/ ٢٣٦ من طريق إسرائيل.