وقد يكون المتن منكراً، مع تفرد راويه الضعيف به، وتلونه في إسناده، مثاله ما روى عبد الله بن لهيعة، عن أبي عشانة، عن عقبةَ بن عامرٍ ﵁، قالَ: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «أكثرُ منافقي أمتي قرَّاؤها».
أخرجه: الطبراني في "الكبير" ١٧/ (٨٤١) من طريق عبد الله بن لهيعة، بهذا الإسناد.
هذا إسناد رجاله ثقات، خلا (١) عبد الله بن لهيعة، فقد تكلم فيه، قال عنه يحيى بن معين:«ضعيف لا يحتج به»، وقال مرة:«هو ضعيف قبل أنْ تحترق كتبه وبعد احتراقها»، وقال عبد الرحمان بن مهدي:«ما أعتد بشيء سمعته من حديث ابن لهيعة إلا سماع ابن المبارك ونحوه»، وقال مرة أخرى:«لا أحمل عن ابن لهيعة شيئاً»، وقال الحميدي، عن يحيى بن سعيد:«أنَّه كان لا يراه شيئاً»، وقال أبو زرعة:«ليس ممن يحتج به»، وقال مرة:«أمره مضطرب يكتب حديثه للاعتبار»، وكذلك قالها أبو حاتم، وقال النَّسائيُّ:«ضعيف» انظر: " ميزان الاعتدال " ٢/ ٤٧٥ (٤٥٣٠)، وهو في " التقريب "(٣٥٦٣): «صدوق».
علاوة على ما تقدم عن ابن لهيعة، فقد اضطرب في هذا الحديث،
(١) خلا: على وجهين: أحدهما: أن تكون حرفاً جاراً للمستثنى ٠٠ والثاني: أن تكون فعلاً متعدياً ناصباً له. " مغني اللبيب " ١/ ١١٧.