أخرجه: الحاكم ١/ ٥٥٥ - ٥٥٦ من طريق عبد الله بن زياد، عن محمد بن كعب القرظي، عن ابن عمر ﵁، عن رسول الله ﷺ، قال:«مَنْ قرأ عشرَ آياتٍ في ليلةٍ لم يُكتبْ من الغافلينَ، ومَنْ قرأَ مئةَ آيةٍ كُتِبَ منَ القانتينَ».
قال الذهبي في "التلخيص": «إسناده واهٍ»(١).
قلت: ولعل سبب وهاء هذا السند عبد الله بن زياد بن سمعان مولى أم سلمة، فقد نقل ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ٥/ ٧١ (٢٧٩) عن
عبد الرحمان بن القاسم أنَّه قال: سألتُ مالكاً عن ابن سمعان، فقال:«كذابٌ»، ونقل عن أحمد أنَّه قال فيه:«متروك الحديث، وكان إبراهيم بن سعد يرميه بالكذب»، ونقل عن يحيى بن معين أنَّه قال فيه:«ضعيف الحديث ليس بشيء».
وعلى حال عبد الله هذا، فإنَّه خالف موسى بن عقبة وهو أوثق منه.
فقد أخرجه: الدارمي (٣٤٤٤) و (٣٤٤٩) من طريق موسى بن عقبة، عن محمد بن كعب القرظي، عن ابن عمر موقوفاً، قال: مَنْ قَرأ في ليلةٍ بعشرِ آياتٍ لم يُكتبْ منَ الغافلين.
إلا أنَّ هذا الإسناد فيه مقال، فإنَّ الراوي عن موسى بن عقبة عبد الله بن عبد الله بن أبي أويس، وقد تكلمَّ فيه، فقد نقل المزي في "تهذيب الكمال" ٤/ ١٨٠ (٣٣٤٨) عن علي بن المديني أنَّه قال فيه: «كان عند أصحابنا ضعيفاً»، ونقل عن عمرو بن علي أنَّه قال فيه:«فيه ضعف وهو عندهم من أهل الصدق»، ونقل عن يحيى بن معين قوله فيه:«ضعيف»، وعن يعقوب ابن شيبة قوله فيه:«صدوق، صالح الحديث، وإلى الضعف ما هو».
ظهر الآن أنَّ الحديث لا يصح عن ابن عمر.
(١) وانظر: " مختصر استدراك الحافظ الذهبي على مستدرك الحاكم" لابن الملقن ١/ ٤٧٢ (١٦١).