للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: ظاهر كلام أبي زرعة يعلم أنَّه رجح طريق حسن بن صالح على بقية الطرق، وقد بَيّنَ سبب هذا الترجيح بحفظ حسن، عن يزيد بن أبي زياد وشريك، ولا خلاف في تقديم حسن فإنَّ يزيد: «ضعيف» (١) وشريك وهو القاضي: «صدوق يخطئ كثيراً» (٢)، وأما حسن بن صالح فهو: «ثقة فقيه عابد، رُمي بالتشيع» (٣). وأما قوله: «أصح» فإنَّ هذا القول لا يؤخذ على جادته؛ لأنَّ عاصماً ضعيف كما بيناه. ولكن معنى قوله هذا أنَّه بالنسبة إلى بقية الطرق، يعني أصح ما روي عن عاصم طريق حسن بن صالح، والله أعلم.

وانظر: " إتحاف المهرة " ١٢/ ٢٥٩ (١٥٥٣٦)، و " أطراف المسند " ٥/ ٤٩ (٦٥٩٨).

وقد روي هذا الحديث بأسانيد صحاح غير ما تقدم.

فقد أخرجه: عبد الرزاق (٧٦٣)، ومن طريقه أحمد ١/ ٣٥ من طريق عبيد الله بن عمر (٤).

وأخرجه: أحمد ١/ ٣٥، وابن ماجه (٥٤٦)، وابن خزيمة (١٨٤) بتحقيقي من طريق أيوب.

كلاهما: (عبيد الله، وأيوب) عن نافع، قال: رأى ابنُ عمر سعدَ بن مالك يمسح على خفيه، فقال ابن عمر: وإنَّكم لتفعلون هذا؟ فقال سعد: نعم، فاجتمعا عند عمر، فقال سعد: يا أمير المؤمنين، أفتِ ابن أخي في المسح على الخفين، فقال عمر: كنَّا ونحنُ معَ نبينا نمسحُ على خفافنا، فقال ابن عمر: وإنْ جاءَ منَ


(١) " التقريب " (٧٧١٧).
(٢) " التقريب " (٢٧٨٧).
(٣) " التقريب " (١٢٥٠).
(٤) تحرف في " مصنف عبد الرزاق " إلى: «عبد الله بن عمر».

<<  <  ج: ص:  >  >>