للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال البيهقي كما في " مختصر الخلافيات " ٥/ ١٥٨: «وخالفهما (أي: عبد الرزاق وأبا حذيفة) خالد بن يزيد العمري، عن محمد بن مسلم فرواه عنه عن عمرو، عن طاووس، عن ابن عباس. وتابعه على ذلك عبد الله بن محمد ابن ربيعة القدامي (١)، وعصام بن يوسف البلخي. وخالد والقدامي (٢) وعصام ليسوا بأقوياء وعبد الرزاق ثقة حجة وتابعه أبو حذيفة (٣) فروياه كما ذكرنا فلا يعلله رواية من لا يبالي به» وفي "السنن الكبرى" ١٠/ ١٦٨ قال: «وخالفهما من لا يحتج بروايتهم عن محمد بن مسلم فزادوا في إسناده طاووساً، ورواه بعضهم من وجه آخر عن عمرو، فزادوا في إسناده جابر بن زيد، ورواية الثقات لا تعلل برواية الضعفاء» (٤).

قال البخاري فيما نقله الترمذي في " العلل ": ٥٤٦ (٢١٧) عندما سأله عن هذا الحديث: «عمرو بن دينار لم يسمع عندي من ابن عباس هذا الحديث».

فهذا الكلام إما أنْ يكون اعتماداً على رواية عبد الله بن محمد بن ربيعة التي مر ذكرها سلفاً، فإنَّ الإعلال حينئذ غير صحيح، ولا وجه له، وإما أنْ يكون اعتماداً على ما ترجح للإمام البخاري من عدم سماع عمرو بن دينار لهذا الحديث من ابن عباس بمرجح خفي اطلع عليه.

فحينئذٍ لا يمكننا أنْ نُعِلَّ حديثاً ونُسقطَهُ من أجل كلامٍ غير مفسر.

انظر: "نصب الراية" ٤/ ٩٦، و"تحفة الأشراف" ٤/ ٦٤٤ (٦٢٩٩)، و"جامع المسانيد" ٣٢/ ١٥٢ (٢٩٤٠) و ٣٢/ ١٥٣ (٢٩٤١) و (٢٩٤٢)


(١) في المطبوع من " مختصر الخلافيات ": «العدامي» محرف، والتصويب من " لسان الميزان " ٤/ ٥٥٧ (٤٣٩٩).
(٢) كذلك.
(٣) في المطبوع: «أبو خليفة»، وهو تحريف، وقد زاد محقق المطبوع هنا جملة من كيسه - كما صرح به - أفسدت الكلام، فالله المستعان.
(٤) لم أعثر على روايات خالد بن يزيد، وعصام بن يوسف، عن محمد بن مسلم، وكذلك الرواية التي فيها جابر بن زيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>