للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معاوية، عن عطاء، وكذا لم يخرجوا رواية عطاء، عن ابن مسعود، من حيث العموم، وهذا الإمام مسلم المعروف باستيعابه لطرق الحديث الواحد لم يتعرض لهذا الطريق، بل لم يومئ إليه، وإنَّما ذكر أنه يروى عن أبي رافع مولى رسول الله ، بل الأكثر من ذلك أنَّ شراح الصحيح لم يذكروا هذا الطريق أيضاً. فهذه الأمور التي قدمناها مع شدة غرابة الإسناد تدفعنا بلا أدنى شك إلى وضع الحديث بهذا السند في مصاف الشذوذ. وأنَّ معاوية بن إسحاق - وهو صدوق ربما وهم (١) - انقلب عليه إسناد جعفر بن عبد الله بن الحكم، عن عبد الرحمان بن المسور، عن أبي رافع، عن عبد الله بن مسعود - إلى الإسناد الذي ذكرناه.

والذي يدل على ذلك أنَّ القصة التي ذكرها معاوية جاءت بنحوها عند مسلم وفيها: «قال أبو رافع: فحدثت عبد الله بن عمر فأنكره عَلَيَّ، فقدم ابن مسعود فنزل بقناة فاستتبعني إليه عبد الله بن عمر يعوده فانطلقت معه، فلما جلسنا سألت ابن مسعود عن هذا الحديث فحدثنيه كما حدثته ابن عمر - قال مسلم -: وقد تحدث بنحو ذلك عن أبي رافع».

وانظر: " إتحاف المهرة " ١٠/ ٣٤٨ (١٢٩١٢).

وقد روي الحديث من وجه آخر.

أخرجه: أحمد ١/ ٤٥٨ و ٤٦١، ومسلم ١/ ٤٩ (٥٠) (٨٠)، والطبراني في " الكبير " (٩٧٨٤)، وابن منده في " الإيمان " (١٨٣)

و (١٨٤)، وأبو نعيم في " المسند المستخرج " (١٧٧)، والبيهقي ١٠/ ٩٠ وفي " شعب الإيمان " (٧٥٦١) ط. العلمية و (٧١٥٤) ط. الرشد وفي

"الاعتقاد "، له: ١٩٩ من طرق عن الحارث بن فضيل، عن جعفر بن

عبد الله بن الحكم، عن عبد الرحمان بن المسور بن مخرمة، عن أبي رافع، عن عبد الله بن مسعود، عن النبيِّ ، قالَ: «ما منْ نبيٍّ بعثَهُ اللهُ في أمةٍ قبلي، إلا كان له منْ أمتِهِ حواريونَ وأصحابٌ يأخذونَ بسُنتهِ، ويقتدونَ بأمرِهِ، ثمَّ إنَّها تخلفُ منْ بعدِهِم خلوفٌ، يقولونَ ما لا يفعلونَ، ويفعلونَ مالا يؤمرونَ، فمنْ جاهدَهم بيدهِ، فهو مؤمنٌ، ومنْ جاهدَهمْ


(١) " التقريب " (٦٧٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>